خُمُسَهُ} [الأنفال: 41] , قَالَ: هَذَا مَفَاتِحُ كَلاَمِ اللَّهِ, الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ لِلَّهِ, قَالَ: اخْتَلَفُوا فِي هَذَيْنِ السَّهْمَيْنِ, بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, سَهْمِ الرَّسُولِ, وَسَهْمِ ذِي الْقُرْبَى, فَقَالَ: قَائِلٌ سَهْمُ الرَّسُولِ - صلى اللَّه عليه وسلم - لِلْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِهِ, وَقَالَ قَائِلٌ: سَهْمُ ذِي الْقُرْبَى لِقَرَابَةِ الرَّسُولِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَقَالَ قَائِلٌ سَهْمُ ذِي الْقُرْبَى لِقَرَابَةِ الْخَلِيفَةِ, فَاجْتَمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنْ جَعَلُوا هَذَيْنِ السَّهْمَيْنِ, فِي الْخَيْلِ وَالْعُدَّةِ, فِي سَبِيلِ اللَّهِ, فَكَانَا فِي ذَلِكَ, خِلاَفَةَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ).
رجال هذا الإسناد. ستة:
1 - (سفيان) بن سعيد الثوريّ الإمام الحجة الثبت الكوفيّ [7] 33/ 37.
2 - (عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ) الْجَدَليّ بفتح الجيم- أبي عمرو الكوفيّ، ثقة، رُمي بالإرجاء [6] 50/ 2738.
3 - (الحسن بن محمد) بن عليّ بن أبي طالب الهاشميّ، أبو محمد المدنيّ، وأبوه هو المعروف بابن الحنفيّة، ثقة فقيه، يقال: إنه أول من تكلم في الإرجاء [3] مات سنة مائة، أو قبلها [3] 71/ 3366، والباقون تقدّموا قريبًا. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ) الْجَدَلِيّ -رحمه اللَّه تعالى-، أنه (قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ) الهاشمي -رحمه اللَّه تعالى- (عَنْ) معنى (قَولِهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} [الأنفال: 41]، قَالَ) الحسن (هَذَا) أي قوله تعالى: {فإن للَّه خمسه} (مَفَاتِحُ كَلَام اللَّهِ) أي ابتداء كلام اللَّه تعالى باسمه تبرّكا (الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ لِلَّهِ) مبتدأ وخبر، ولفظ "الكبرى": للَّه الدنيا والآخرة ". يعني أن الأشياء كلّها للَّه سبحانه وتعالى، لا خصوص الخمس، ففائدة ذكره هنا هو التبرّك (قَالَ) الحسن (اخْتَلَفُوا) ولفظ ابن جرير: "ثم اختلف الناس" (فِي هَذَيْنِ السَّهْمَيْنِ، بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، سَهْمِ الرَّسُولِ) بالجرّ على أنه بدل تفصيل للسهمين، ويجوز قطعه إلى الرفع، والنصب، بتَقدير مبتدإ، أي هو، وتقدير فعل، أي أعني، وكذا إعراب قوله (وَسَهْمِ ذِي القُرْبَى، فَقَالَ قَائِلٌ: سَهْمُ الرَّسُولِ - صلى اللَّه عليه وسلم - لِلْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِهِ) أي لمن كان خليفة للرسول - صلى اللَّه تعالى عليه وسلم - بعد وفاته. هكذا في رواية المصنّف، والذي عند ابن جرير في "تفسيره" من طريق عبد الرحمن بن مهديّ، عن سفيان: "سهم النبيّ - صلى اللَّه تعالى عليه وسلم - لقرابة النبيّ - صلى اللَّه تعالى عليه وسلم -" (وَقَالَ قَائِلٌ: سَهْمُ ذِي القُرْبى لِقَرَابَةِ الرَّسُولِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، وَقَالَ قَائِلٌ: سَهْمُ ذِي القُرْبى لِقَرَابةِ الْخَلِيفَةِ) يعني أنه يصرفه الخليفة لأقاربه، فمعنى "وذي القربى" في الآية الكريمة على هذا أقارب الخليفة، لا أقارب الرسول - صلى اللَّه