2 - (ذِكْرُ الأَحَادِيثِ الْمُخْتَلِفَةِ فِي النَّهِيِ عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ بِالثُّلُثِ، وَالرُبُعِ، وَاخْتِلَافِ أَلْفَاظِ النَّاقِلِينَ لِلْخَبَرِ)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: (اعلم): أن المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- قد أجاد في صنيعه في هذا الباب حيث أورد حديث المزارعة بطرقه المختلفة، فقد أورده من حديث تسعة من الصحابة - رضي اللَّه عنهم -، وهم: أُسيد بن ظهير، وجابر بن عبد اللَّه، ورافع بن خديج، وظُهير بن رافع، عم رافع بن خديج، وزيد بن ثابت، وأبو سعيد الخدريّ، وسعد بن أبي وقّاص، وعبد اللَّه بن عبّاس، وأبو هريرة - رضي اللَّه عنهم -، وبيّن اختلاف طرق هؤلاء بيانًا شافيًا, ولا سيّما حديث رافع - رضي اللَّه عنه -، فقد أخرجه من رواية ستة عشر راويًا، اثنان منهم صحابيان: أسيد ظهير، وعبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، وأربعة عشر منهم تابعيّون، وهم مجاهد، وطاوس (?)، وعطاء بن أبي رباح، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والقاسم ابن محمد بن أبي بكر الصدّيق، وسعيد بن المسيّب، وسليمان بن يسار، وحنظلة بن قيس، وسالم بن عبد اللَّه بن عمر، ونافع مولى ابن عمر، ومحمد بن سيرين، والزهريّ (?)، وأبو النجاشيّ عطاء بن صُهيب، وعيسى بن سهل بن رافع بن خَدِيج --رحمهم اللَّه تعالى--، وأنا -إن شاء اللَّه تعالى- سازيده -مستعينًا باللَّه سبحانه وتعالى- شرحًا، وإيضًا، على حسب ما أراه لائقًا به، واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

3889 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا خَالِدٌ -هُوَ ابْنُ الْحَارِثِ- قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ, أَخْبَرَنِي أَبِي, عَنْ رَافِعِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ ظُهَيْرٍ, عَنْ أَبِيهِ, أُسَيْدِ بْنِ ظُهَيْرٍ, أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى قَوْمِهِ, إِلَى بَنِي حَارِثَةَ, فَقَالَ: يَا بَنِي حَارِثَةَ, لَقَدْ دَخَلَتْ عَلَيْكُمْ مُصِيبَةٌ, قَالُوا مَا هِيَ؟ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ, قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِذًا نُكْرِيهَا بِشَيْءٍ مِنَ الْحَبِّ, قَالَ: «لاَ» , قَالَ: وَكُنَّا نُكْرِيهَا بِالتِّبْنِ, فَقَالَ: «لاَ» , وَكُنَّا نُكْرِيهَا بِمَا عَلَى الرَّبِيعِ السَّاقِي, قَالَ: «لاَ, ازْرَعْهَا, أَوِ امْنَحْهَا أَخَاكَ».

خَالَفَهُ مُجَاهِدٌ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015