مولى عثمان، فدعا جابرا، فشهد على رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، بالعمرى لصاحبها، فقضى بذلك طارق، ثم كتب إلى عبد الملك، فأخبره ذلك، وأخبره بشهادة جابر، فقال عبد الملك: صدق جابر، فأمضى ذلك طارق، فإن ذلك الحائط لبني الْمُعمَرِ حتى اليوم". واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع، والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

3763 - (أَخْبَرَنِي (?) مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صُدْرَانَ, عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ, قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ الصَّوَّافُ, عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ, قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرٌ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ, امْسِكُوا عَلَيْكُمْ -يَعْنِي أَمْوَالَكُمْ- لاَ تُعْمِرُوهَا, فَإِنَّهُ مَنْ أَعْمَرَ شَيْئًا, فَإِنَّهُ لِمَنْ أُعْمِرَهُ حَيَاتَهُ وَمَمَاتَهُ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: (محمد بن إبراهيم بن صُدْران" -بضم الصاد، وسكون الدال المهملتين-: هو الأزديّ، أبو جعفر البصريّ المؤذن، صدوقٌ [10] 66/ 82. و"بشر بن المفضل": هو أبو إسماعيل الرقَاشيّ البصريّ، ثقة ثبت عابد [8] 66/ 82.

و"الحجّاج الصوّاف": هو الحجّاج بن أبي عثمان ميسرة، أو سالم، أبو الصَّلْت الكنديّ مولاهم البصريّ الثقة الحافظ [6] 12/ 790.

والحديث أخرجه مسلم، من طريق أبي خيثمة، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "أمسكوا عليكم أموالكم، ولا تفسدوها، فإنه من أَعمرَ عمرى، فهي للذي أُعمِرها حيا وميتا, ولعقبه".

ومن طريق أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: "جعل الأنصار يُعْمِرُونَ المهاجرين، فقال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "أمسكوا عليكم أموالكم".

قال النوويّ -رحمه اللَّه تعالى-: المراد إعلامهم أن العمرى هبةٌ صحيحة ماضيةٌ، يملكها الموهوب له، ملكاً تامًّا، لا يعود إلى الواهب أبداً، فإذا علِموا ذلك، فمن شاء أَعمَرَ، ودخل على بصيرة، ومن شاء ترك؛ لأنهم كانوا يتوهّمون أنها كالعارية، ويرجع فيها. وهذا دليلٌ للشافعيّ، وموافقيه انتهى (?).

وقوله: "يعني أموالكم" هو من قول بعض الرواة، إما من الحجاج، أو ممن دونه؛ لأنها في رواية هشام الدستوائيّ التالية بالجزم، فدلّ على أنها من الحجّاج، أو ممن دونه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع، والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015