فَأَرَادَ أَنْ يُشْهِدَ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَالَ: «أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَهُ مِثْلَ ذَا؟» (?) , قَالَ: لاَ, قَالَ: «فَارْدُدْهُ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد عندهم رجال الصحيح. و"محمد ابن معمر": هو القيسيّ البحرانيّ البصريّ، أحد مشايخ الستة الذين رووا عنهم بدون واسطة، وهم تسعة، وتقدّموا غير مرّة.
[تنبيه]: وقع في نسخة: "محمد بن معدان" بدل "محمد بن معمر"، وهو غلطٌ، فإن ذلك شيخ للمصنّف آخر حرّانيّ، وهذا بصريّ، وقد صرّح في "الكبرى" بأنه البصريّ. فتنبّه.
و"أبو عامر": هو عبد الملك بن عمرو العَقَديّ البصريّ. و"سعد بن إبراهيم": هو الزهريّ المدنيّ الثقة الفاضل العابد قاضي المدينة.
والحديث وإن كان فيه انقطاع؛ لأن عروة لم يلق بشير بن سعد، إلا أنه رواه عن النعمان، عنه؛ كما في الرواية التالية، فهو متّصل، وأخرجه مسلم من طريق جرير، عن هشام، عن أبيه، قال: حدثنا النعمان بن بشير ... " الحديث. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع، والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
3705 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ, قَالَ: حَدَّثَنَا (?) عَبْدُ اللَّهِ, عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ بَشِيرًا أَتَى النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ, نَحَلْتُ النُّعْمَانَ نِحْلَةً, قَالَ: «أَعْطَيْتَ لإِخْوَتِهِ؟» , قَالَ: لاَ, قَالَ: «فَارْدُدْهُ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، غير شيخه، فإنه من أفراده، وهو مروزيّ ثقة [12] 1/ 397.
و"حِبّان" -بكسر الباء الموحّدة-: هو ابن موسى المروزيّ. و"عبد اللَّه": هو ابن المبارك.
والحديث ظاهره الإرسال، فإن عروة لم يحضر القصّة، لكنه سبق في الرواية التي قبله أنه أخذه عن النعمان بن بشير، فهو متّصل صحيح، فتنبّه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع، والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
3706 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ -وَهُوَ ابْنُ زُرَيْعٍ- قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ, عَنِ الشَّعْبِيِّ, عَنِ النُّعْمَانِ, قَالَ: انْطَلَقَ بِهِ أَبُوهُ, يَحْمِلُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: اشْهَدْ أَنِّي قَدْ نَحَلْتُ النُّعْمَانَ, مِنْ مَالِي كَذَا وَكَذَا, قَالَ: «كُلَّ بَنِيكَ نَحَلْتَ, مِثْلَ الَّذِي نَحَلْتَ النُّعْمَانَ؟»).