ومضوا، فسموا بذلك نسَاء، والنسبة الصحيحة إليها نسائي، وقيل: نسوي، أيضا، وكان من الواجب كسر النون. اهـ.

ميلاده

قد ذكرنا عن الذهبي أنه ولد سنة 215، وهذا ليس على وجه اليقين والجزم، بل سئل هو رحمه الله عن مولده، فقال: يشبه أن يكون سنة 215 هـ، وقيل: ولد سنة 214 هـ، وأصل الخلاف: هو ما نقل عن تلميذه أبي سعيد بن يونس، صاحب تاريخ مصر، قوله: رأيت بخطي في مسودتي أن مولده بنسا سنة 215، وقيل: 214. وذكر في الوافي بالوفيات للصفديّ جـ 6/ ص 416 أنه ولد سنة 225، قال الحافظ السخاوي: وهو غلط جزمًا، إما من الناسخ أو غيره.

رحلاته

كان رحمه الله في عصر الرحلة في طلب الحديث، وكانت عناية طلاب العلم آنذاك منقطعة في إحياء الحديث وغيره، وكان النسائي من نابهي الطلبة الذين كانت لهم رحلة طويلة، بدأ بمدن إقليمه خراسان، ثم دخل العراق، والشام، والحجاز، والجزيرة، ومصر التي جعلها سكنا له من بعدُ، وكان قد دخلها طالبا قبل أن يكون عالمًا، وفي بداية حياته كما يدل على ذلك قصته المشهورة، مع الحارث بن مسكين عالم مصر، وقاضيها، الحافظ، إذ دخل عليه النسائي في زيّ أنكره الحارث عليه، إذ كان يرتدي قلنسوة وقباء، وكان الحارث خائفا من أمور تتعلق بالسلطان، فخاف أن يكون عينا عليه فمنعه من الدخول إليه، مع الطلبة، فكان يجيء، ويقعد خلف الباب ويسمع ولذلك نجده يقول دائما: أخبرنا الحارث بن مسكين قراءة عليه، وأنا أسمع.

ومما يذكر لأبي عبد الرحمن: أن رحلته لم تقتصر على أخذ الحديث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015