ورواه إسحاق بن راشد عن الزهريّ، فاقتصر على حمزة. أخرجه النسائيّ (?)، وكذا أخرجه ابن خزيمة، وأبو عوانة من طريق عُقيل، وأبو عوانة من طريق شبيب بن سعيد، كلاهما عن الزهريّ. ورواه القاسم بن مبرور، عن يونس، فاقتصر على حمزة، أخرجه النسائيّ أيضًا (?). وكذلك أخرجه أحمد من طريق رباح بن زيد، عن معمر، مقتصرًا على حمزة. وأخرجه النسائيّ (?) من طريق عبد الواحد، عن معمر، فاقتصر على سالم.

فالظاهر أن الزهريّ يجمعهما تارةً، ويُفرد أحدهما أخرى. وقد رواه إسحاق في "مسنده" عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهريّ، فقال: عن سالم، أو حمزة، أو كلاهما، وله أصل عن حمزة من غير رواية الزهريّ، أخرجه مسلم، من طريق عتبة بن مسلم، عنه. واللَّه أعلم انتهى ما في "الفتح" (?).

(عَنْ أَبِيهِ) عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب - رضي اللَّه تعالى عنهما - (عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -) أنه (قَالَ: "الشُّؤْمُ) وفي رواية في "عشرة النساء": "إنما الشؤم". وهو -بضمّ المعجمة، وسكون الهمزة، وقد تُسهّل، فتصير واوًا (فِي ثَلاَثَةٍ: الْمَرْأَةِ, وَالْفَرَسِ, وَالدَّارِ) وفي رواية: "في ثلاث"، و"الشؤم" مبتدأ، خبره الجار والمجرور. و"الشؤم": نقيض اليمن، وهو من باب الطيرة.

قال ابن العربيّ: والحصر فيها بالنسبة إلى العادة، لا بالنسبة إلى الخلقة انتهى. وقال غيره: إنما خُصّت بالذكر لطول ملازمتها. وقد رواه مالك، وسفيان، وسائر الرواة بحذف "إنما"، لكن رواية عثمان بن عمر: "لا عدوى، ولا طيرة، وإنما الشؤم في الثلاثة". قال مسلم: لم يذكر أحدٌ في حديث ابن عمر: "لا عدوى" إلا عثمان بن عمر.

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: في هذا النفي نظرٌ لا يخفى؛ لأنه لم ينفرد به عثمان، بل تابعه ابن وهب عند المصنّف في "عشرة النساء"، ولفظه: "أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، ومالك، عن ابن شهاب، عن حمزة، وسالم، عن ابن عمر: أن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - قال: "لا عدوى، ولا طيرة"، إنما الشؤم في ثلاثة: المرأة، والفرس، والدار". انتهى. واللَّه تعالى أعلم.

قال في "الفتح": ومثله في حديث سعد بن أبي وقّاص الذي أخرجه أبو داود، لكن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015