مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث ابن عبّاس - رضي اللَّه تعالى عنهما - هذا صحيح.
(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا-40/ 3499 - وفي "الكبرى" 40/ 5666. وأخرجه (د) في "الطلاق" 2255. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
...
3500 - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى, قَالاَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ, قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ, يَقُولُ: سُئِلْتُ عَنِ الْمُتَلاَعِنَيْنِ, فِي إِمَارَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ, أَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا؟ , فَمَا دَرَيْتُ مَا أَقُولُ, فَقُمْتُ مِنْ مَقَامِي, إِلَى مَنْزِلِ ابْنِ عُمَرَ, فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ, الْمُتَلاَعِنَيْنِ, أَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا؟ , قَالَ: نَعَمْ, سُبْحَانَ اللَّهِ, إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ, فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ, أَرَأَيْتَ -وَلَمْ يَقُلْ عَمْرٌو أَرَأَيْتَ- الرَّجُلَ مِنَّا يَرَى عَلَى امْرَأَتِهِ فَاحِشَةً, إِنْ تَكَلَّمَ فَأَمْرٌ عَظِيمٌ -وَقَالَ عَمْرٌو: أَتَى أَمْرًا عَظِيمًا- وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ, فَلَمْ يُجِبْهُ, فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَتَاهُ, فَقَالَ: إِنَّ الأَمْرَ الَّذِي سَأَلْتُكَ, ابْتُلِيتُ بِهِ, فَأَنْزَلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-, هَؤُلاَءِ الآيَاتِ, فِي سُورَةِ النُّورِ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} حَتَّى بَلَغَ {وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} فَبَدَأَ بِالرَّجُلِ, فَوَعَظَهُ, وَذَكَّرَهُ, وَأَخْبَرَهُ أَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا, أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الآخِرَةِ, فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ, مَا كَذَبْتُ, ثُمَّ ثَنَّى بِالْمَرْأَةِ, فَوَعَظَهَا, وَذَكَّرَهَا, فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ, إِنَّهُ لَكَاذِبٌ, فَبَدَأَ بِالرَّجُلِ, فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ, إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ, وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ, إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ, ثُمَّ ثَنَّى بِالْمَرْأَةِ, فَشَهِدَتْ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ, إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ, وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا, إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ, فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا).
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (عمرو بن عليّ) الفلاّس الصيرفيّ أبو حفص البصريّ، ثقة حافظ [10] 4/ 4.