قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قوله: "يعتقان" يحتمل أن يكون بضمّ أوله مبنيًا للمفعول، من أُعتق الرباعيّ، ويحتمل أن يكون بفتح أوله، وكسر ثالثه، من عتق الثلاثيّ، من باب ضرب، والجملة في محلّ جرّ صفة للمملوكين.
ثم إن ظاهر عبارته يقتضي أنه يرى ثبوت الخيار لكلّ من الزوجين، أما ثبوت الخيار للزوجة فواضح، وأما ثبوته للزوج فغير واضح، إذ في حالة اختياره عدم بقاء زوجته لا ينفسخ النكاح كما ينفسخ إذا اختارت هي نفسها، بل لابدّ من طلاقها، فليُتَأَمَّل. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
3473 - (أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ, قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَوْهَبٍ, عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ, قَالَ: كَانَ لِعَائِشَةَ غُلاَمٌ وَجَارِيَةٌ, قَالَتْ: فَأَرَدْتُ أَنْ أُعْتِقَهُمَا, فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - فَقَالَ: «ابْدَئِي بِالْغُلاَمِ, قَبْلَ الْجَارِيَةِ»).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (إسحاق بن إبراهيم) الحنظليّ المعروف بـ "ابن راهويه"، أبو يعقوب المروزيّ، ثقة ثبت حجة [10] 2/ 2.
2 - (حماد بن مسعدة) التميميّ، أبو سعيد البصريّ، ثقة [9] 97/ 1040.
3 - (ابن موهب) -بفتح الهاء- هو: عبيد اللَّه بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن موهَب القرشيّ التيميّ المدنيّ، ويقال: عبد اللَّه، حسن الحديث (?) [7].
روى عن عمّه عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، والقاسم بن محمد، وعليّ بن الحسين، ومحمد بن كعب الْقُرظيّ، وشريك بن أبي نَمِر، وشَهْر بن حوشب، وغيرهم. وعنه الثوريّ، وابن المبارك، ووكيعٌ، وعيسى بن يونس، وأبو أحمد الزبيريّ، وحمّاد بن مسعدة، وابن أبي فُديك، وأبو نُبَاتة، وأبو عليّ الحنفيّ، والقعنبيّ، وآخرون.
قال إسحاق بن منصور، عن يحيى: ثقة. وقال الدوريّ، عن يحيى: ضعيف. وقال أبو حاتم: صالح. وقال يعقوب بن شيبة: عبيد اللَّه بن موهب، عن القاسم، فيه ضعف. وقال البخاريّ في "التاريخ"الأوسط": كان ابن عُيينة يُضعّفه. وقال العجليّ: