الْحَاجَةِ, قَالَ: التَّشَهُّدُ فِي الْحَاجَةِ: «أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ, نَسْتَعِينُهُ, وَنَسْتَغْفِرُهُ, وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا, مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, وَيَقْرَأُ ثَلاَثَ آيَاتٍ").
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث تقدّم في "الصلاة" -24/ 1404 - ورجال إسناده كلهم رجال الصحيح، وكلهم تقدّموا غير مرّة. و"عَبْثَر": هو ابن القاسم الزُّبيديّ، أبو زُبيد الكوفيّ، ثقة [8] 190/ 1164. و"أبو إسحاق": هو عمرو بن عبد اللَّه الهمدانيّ الكوفيّ ثقة عابد [3] 38/ 42. و"أبو الأحوص": هو عوف بن مالك بن نَضْلَة الْجُشميّ الكوفيّ، ثقة [3] 50/ 849. و"عبد اللَّه": هو ابن مسعود - رضي اللَّه تعالى عنه -.
وقوله: "التشهّد في الحاجة" أي أيّ حاجة كانت، فقد أخرج أبو داود في "سننه" من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي عُبيدة، عن عبد اللَّه: "في خطبة الحاجة، في النكاح وغيره".
ولذلك قال الشافعيّ -رحمه اللَّه تعالى-: الخطبة سنةٌ في أول العقود، مثل البيع، والنكاح، وغيرهما انتهى.
وقوله: "ويقرأ ثلاث آيات"، وهي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب: 70].
والحديث صحيح، وقد تقدّم شرحه مستوفًى، وكذا بيان مسائله بالرقم المذكور، فراجعه، تستفد. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
3279 - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ, عَنْ دَاوُدَ, عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, أَنَّ رَجُلاً كَلَّمَ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم - فِي شَيْءٍ, فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ, نَحْمَدُهُ, وَنَسْتَعِينُهُ, مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ, فَلاَ مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ, وَحْدَهُ, لاَ شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ»).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
1 - (عمرو بن منصور) أبو سعيد النسائيّ، ثقة ثبتٌ [11] 108/ 147. من أفراد المصنّف.