حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: "تزوجني رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، مُتَوَفَّى خديجة، قبل مخرجه إلى المدينة، بسنتين أو ثلاث، وأنا بنت سبع سنين، فلما قدمنا المدينة، جاءتني نسوة، وأنا ألعب في أُرْجُوحة، وأنا مُجَمَّمَةٌ (?)، فذهبن بي، فهَيَّأْنَنِي، وصنعنني، ثم أتين بي رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، فَبَنَى بي، وأنا بنت تسع سنين" (?).

وفي "مسند أبي داود الطيالسيّ" - ص 205 - شكّ حماد في ستّ، أو سبع، ولفظه: "تزوّجني رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، وأنا بنت ستّ، أو سبع بمكة ... ".

والجمع بين الروايتين، كما قال النوويّ أن يقال: أنه كان لها ستّ وكسرٌ، ففي رواية اقتصرت على السنين، وفي رواية عدّت السنة التي دخلت فيها. واللَّه تعالى أعلم. والحديث صحيح، وقد سبق تمام البحث فيه في الذي قبله. واللَّه تعالى أعلم

بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

3258 - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ, عَنْ مُطَرِّفٍ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ, قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: "تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - لِتِسْعِ سِنِينَ, وَصَحِبْتُهُ تِسْعًا").

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "عَبْثر" -بفتح أوله، وسكون الموحّدة، وفتح المثلّثة- ابن القاسم الزُّبيديّ -بالضمّ- أبو زبيد- مصغرًا - الكوفيّ، ثقة [8] 190/ 1164.

و"مطرف" -بصيغة اسم الفاعل- ابن طَرِيف الكوفيّ، ثقة فاضل، من صغار [6] 2/ 327.

و"أبو إسحاق": هو عمرو بن عبد اللَّه السبيعيّ الثقة الثبت الكوفيّ. و"أبو عبيدة":

هو عامر بن عبد اللَّه بن مسعود الهذليّ الكوفيّ، ثقة من كبار [3] 55/ 622.

وقوله: "لتسع سنين" هكذا هو في هذه الرواية، وكذا في رواية الأسود التي بعدها، وهي مخالفة لرواية عروة، فإن فيه: "تزوّجني لستّ سنين"، كما تقدّم.

ويمكن الجمع بين الروايتين بحمل "قولها: تزوّجني" على معنى "بَنَى بي"، فلا تخالف بين الروايتين. واللَّه تعالى أعلم.

والحديث في سنده أبو إسحاق السبيعيّ، وهو مدلّس، وقد عنعنه، لكن يشهد له ما قبله، وما بعده، فيصحّ. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015