مالك، فقال: عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن جابر بن عَتِيك، عن جابر بن عتيك أنه أخبره أن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - عاد عبد اللَّه بن ثابت ... فوقعت المخالفة بينهما في ثلاثة أشياء: في اسم جدّ عبد اللَّه بن عبد اللَّه، وفي تسمية شيخه، هل هو أبوه، أو غيره، وفي اسم الذي عاده النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، وقد رجّحوا رواية مالك، وبيّنتُ ذلك في ترجمة جابر بن عتيك من كتاب "الإصابة" انتهى.
وقال في "الإصابة" بعد أن ذكر رواية مالك: ما نصّه: ورواه النسائيّ من طريق عبد الملك بن عُمير، فقال: "عن جابر بن عتيك أنه دخل مع رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - على ميت، فبكى النساء ... الحديث (?). ورواه ابن ماجه، وغيره من طريق أبي أسامة وغيره، عن أبي الْعُميس، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن جابر، عن أبيه، عن جدّه نحوه. ورواه النسائيّ من طريق جعفر بن عون، عن أبي العميس، فلم يقل: "عن جدّه". ورواه ابن منده من وجه آخر، عن أبي العميس، فقال: "عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن جابر بن عتيك، عن أبيه، عن جدّه". وفيه اختلاف كثير.
ورواية مالك هي المعتمدة، ويرجّحها ما روى أبو داود، والنسائيّ من طريق محمد ابن إبراهيم التيميّ، عن ابن جابر بن عتيك، عن أبيه مرفوعًا: "إن من الغيرة ما يُبغض اللَّه ... " الحديث (?). وإسناده صحيح. وفي تاريخ البخاريّ من طريق نافع بن يزيد: حدّثني أبو سفيان بن جابر بن عتيك، عن أبيه، أنه سمع النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: "من اقتطع مال امرىء مسلم بيمينه، حرّم اللَّه عليه الجنّة". فهذه الأحاديث تُبيّن أن اسمه جابر. انتهى المقصود من "الإصابة" (?).
وقال في "تهذيب التهذيب": وأما عبد اللَّه بن جَبْر، فلم يذكر المزّيّ من خبره شيئًا، وذكره ابن منده في "الصحابة" برواية جعفر بن عون، وليس فيها دلالة على صحبته، ولم أَرَ له مع ذلك ذكرًا عند أحد ممن صنّف في الرجال، وفي ذلك إشارة إلى أن الرواية لغيره، فتترجّح رواية مالك انتهى (?).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قد تبيّن بما ذُكر أن أصحّ الروايات هي رواية مالك المتقدّمة في "كتاب الجنائز"، وخلاصتها أن الذي عاده النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - هو عبد اللَّه بن ثابت، وأن جابر بن عتيك حضر تلك القضيّة معه - صلى اللَّه عليه وسلم -، وأن الأصحّ في اسمه جابر بن عتيك. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.