سهوًا (قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: (مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسْلَامِ) ليس في "الكبرى" لفظ: "في الإسلام" (فِي سَبِيلِ اللهِ) قال الطيبيّ: معناه من مارس المجاهدة حتى يشيب طاقة من شعره، فله ما لا يوصف من الثواب، دلّ عليه تخصيص ذكر النور، والتنكير فيه، قال: ومن روى: "في الإسلام" بدل "في سبيل اللَّه" أراد بالعامّ الخاصّ، أو سمّى الجهاد إسلامًا؛ لأنه عموده، وذروة سنامه انتهى (?) (كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) أي كانت الشعرة ضياء، ومَخلَصًا عن ظلمات الموقف، وشدائده. قال المناويّ: أي يصير الشعر نفسه نورًا يهتدي به صاحبه، والشيب، وإن كان ليس من كسب العبد لكنه إذا كان بسبب، من نحو جهاد، أو خوف من اللَّه ينزّل منزلة سعيه انتهى (?) (قَالَ: لَهُ: حَدِّثْنَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، وَاحْذَرْ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "ارْمُوا) أي ارموا بالسهم إلى العدو (مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بسَهْمٍ، رَفَعَهُ اللَّهُ بِهِ دَرَجَةً"، قَالَ: ابْنُ النَّحَّامِ) لعله عبد اللَّه بن النَّحَام الصحابيّ - رضي اللَّه تعالى عنه -، له ترجمة في "الإصابة" جـ6 ص 228 - 226 روى أبو نعيم، من طريق عُبيد بن آدم ابن أبي إياس، عن أبيه، عن الربيع بن صَبِيح (?)، عن الحسن، عن عبد اللَّه بن النحّام، قال: دخلت على رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - وأنا أبيض الرأس واللحية، فقال لي: "إن اللَّه يحاسب الشيخ حسابًا يسيرًا" (يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الدَّرَجَةُ؟، قَالَ: "أَمَا إِنَّهَا) أي الدرجة (لَيْسَتْ بعَتَبَةِ أُمِّكَ) أي ليس ارتفاع الدرجة العالية عن الدرجة مثل ارتفاع درجة بيت أمك (وَلَكِنْ) ارتفاع (مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَينِ مِائَةُ عَامٍ) أي مسيرة مسافة مائة عام. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

حديث كعب مرّة - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا صحيح.

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا-26/ 3145 - وفي "الكبرى" 22/ 4352. وأخرجه (ت) في "فضائل الجهاد" 1634. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

3146 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى, قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ, قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015