الخاء، وهي كما في اللسان عن الليث: حالات الأمر، تقول: في فلان خصلة حسنة، خصلة قبيحة، وخصال أي بالكسر، وخَصَلات أي بفتحتين كريمة اهـ. وهو مبتدأ أي حالتان من الأمور وخبره جملة قوله: (لا أسال عنهما أحدا) من الناس (بعد ما شهدت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) يفعلهما، يعني أنه لا يحتاج في تحقيق هاتين الخصلتين إلى سؤال أحد من الناس لكونه على علم وبصيرة فيهما، حيث رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعلهما.
فأما الخصلة الأولى: فهي المسح على الخفين أشار إليها حيث (قال: كنا معه في سفر) وقد تقدم في حديث [79] أنها غزوة تبوك (فبرز) أي خرج إلى البراز، قال في اللسان: البَرَاز بالفتح: المكان الفضاء من الأرض البعيد الواسع، وإذا خرج الإنسان إلى ذلك الموضع، قيل: قد بَرَزَ، يَبرُز، بُرُوزا، يعني من باب قعد، أي خرج إلى البراز اهـ جـ 5 ص 309 (لحاجته) متعلق ببرز، أي لقضاء حاجته، من البول والغائط (ثم جاء) بعد قضاء حاجته (فتوضأ، ومسح بناصيته) أي مقدم رأسه، وتقدم تفسيرها (وجانبي عمامته) يعني أنه أكمل المسح على عمامته بمسح جانبيها، وهذا هو كيفية المسح على العمامة التي ترجم الصنف بها، حيث قال: "باب كيف المسح على العمامة" وهذه إحدى الكيفيات في مسح الرأس، وقد تقدم تحقيق المسألة في "باب المسح على العمامة" (ومسح على خفيه) وهذه هي الخصلة الأولى، ويحتمل أن تكون الأولى مجموع المسح على الناصية، وجانبي العمامة، ومسح الخفين. والخصلة الثانية ذكرها حيث (قال) المغيرة رضي الله عنه (وصلاة الإمام خلف الرجل من رعيته) فعيلة بمعني مفعول. قال في اللسان: الرَّعيَّة العَامَّة، ورَعَى الأميرُ رَعيَّتَه رِعاية، ورَعيتُ الإبل أرعاها رَعْيًا، ورَعَاهُ يَرْعَاهُ، رَعْيًا ورعاية: حَفِظه، وكل من ولي أمر