أَطُوفُ بِالْبَيْتِ, وَقَدْ أَحْرَمْتُ بِالْحَجِّ؟ , قَالَ: وَمَا يَمْنَعُكَ؟ , قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ, يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ, وَأَنْتَ أَعْجَبُ إِلَيْنَا مِنْهُ, قَالَ: "رَأَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, أَحْرَمَ بِالْحَجِّ, فَطَافَ بِالْبَيْتِ, وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ").
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (عبدة بن عبد اللَّه) الصفّار الخزاعيّ، أبو سهل البصريّ، كوفيّ الأصل، ثقة [11] 18/ 800.
2 - (سُويد بن عمرو الكلبيّ) أبو الوليد الكوفيّ العابد، ثقة، من كبار [10] 67/ 1809.
3 - (زُهير) بن معاوية بن حُديج الجعفيّ، أبو خيثمى الكوفيّ، ثقة ثبت [7] 38/ 42.
4 - (بيان) بن بِشْر الأحمسيّ، أبو بشر الكوفيّ، ثقة ثبت [5] 46/ 954.
5 - (وَبَرَة) -بفتحتين- ابن عبد الرحمن المُسْليّ، أبو خُزيمة، أو أبو العبّاس الكوفيّ، ثقة [4] 5/ 1457.
6 - (عبد اللَّه بن عمر) بن الخطاب - رضي اللَّه تعالى عنهما - 12/ 12. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين، غير الصحابيّ، فمدنيّ. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ، وفيه ابن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما - من العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة، روى (2630) حديثًا. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
عن وَبَرَة بن عبد الرحمن -رحمه اللَّه تعالى-، أنه (قال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ) - رضي اللَّه تعالى عنهما - (وَسَأَلَهُ رَجُلٌ) جملة في محلّ نصب على الحال، والسائل لم يُسمّ. وفي رواية لمسلم من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن وبرة، قال: "كنت جالسًا عند ابن عمر، فجاءه رجلٌ، فقال: أيصلح لي أن أطوف بالبيت قبل أن آتي الموقف؟؟ ... (أَطُوفُ بالْبَيتِ، وَقَدْ أَحْرَمْتُ بالْحَجِّ؟) أي والحال أني محرم بالحج (قَالَ) ابن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما - (وَمَا يَمْنَعُكَ؟) أي وأيّ شيء يمنعك من أن تبدأ بالطواف (قَالَ) الرجل السائل (رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ) - رضي اللَّه عنهما - (يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ) أي عن الابتداء بالطواف، وفي رواية مسلم المذكورة: "فإن ابن عباس يقول: "لا