بِحَمَالَةٍ, بَيْنَ قَوْمٍ, فَسَأَلَ فِيهَا, حَتَّى يُؤَدِّيَهَا, ثُمَّ يُمْسِكَ»).
قال الجامع عَفا اللَّه تعالى عنه: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، وكلّهم تقدّموا غير اثنين:
1 - (هارون بن رئاب) -بكسر الراء، بعدها تحتانيّة مهموزة (?)، وآخره باء موحّدة- التميمي، ثم الأُسيديّ، أبو بكر، ويقال: أبو الحسن البصريّ، ثقة عابد [6].
قال أحمد، وابن معين: ثقة. وقال الآجرّيّ، عن أبي داود: يقال: إنه أجلّ أهل البصرة. قال ابن عُيينة: كان عنده أربعة أحاديث. وقال النسائيّ: ثقة. وقال البخاريّ في "تاريخه": روى عن أنس. وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال: لم يسمع من أنس شيئًا (?)، وكان من العبّاد، ممن يُخفِي الزهد. وقال أبو محمد بن حزم: اليمانُ، وهارون، وعليّ بنو رئاب، كان هارون من أهل السنّة، واليمان من أئمّة الخوارج، وعليّ من أئمة الروافض، وكانوا متعادين كلهم. وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث. وقال يعقوب بن سفيان: ثقة. روى له مسلم، وأبو داود، والمصنّف وله في هذا الكتاب حديثان فقط هذا وكرره ثلاثة مرات برقم 2579 و 2580 و 2591 وحديث رقم 3229 "طلقها، قال: لا أصبر عنها ... " الحديث، وأعاده برقم 3465.
2 - (كنانة بن نُعيم) العدويّ، أبو بكر البصريّ، ثقة [4].
قال ابن سعد: كان معروفًا، ثقة، إن شاء اللَّه. وقال العجليّ: بصريّ تابعيّ ثقة.
وذكره ابن حبّان في "الثقات".
روى له مسلم، وأبو داود، والمصنّف وله في هذا الكتاب هذا الحديث فقط، وأعاده برقم 2580 و 2591.
و"حماد": هو ابن زيد. و"إسماعيل": هو ابن علية. و"أيوب": هو السختيانيّ.
وشرح الحديث يأتي في الذي يليه، إن شاء اللَّه تعالى، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجعِ والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
2580 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ مُسَاوِرٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ, عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي كِنَانَةُ بْنُ نُعَيْمٍ, عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ, قَالَ: تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً, فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, أَسْأَلُهُ فِيهَا, فَقَالَ: «أَقِمْ يَا قَبِيصَةُ, حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ, فَنَأْمُرَ لَكَ» , قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «يَا قَبِيصَةُ, إِنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ, إِلاَّ لأَحَدِ ثَلاَثَةٍ: رَجُلٍ