بابي، فما أجد له شيئًا، أعطيه إياه، فقال لها رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "إن لم تجدي شيئًا تعطينه إياه، إلا ظلفا محرقا، فادفعيه إليه" (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - قَالَ: "رُدُّوا السَّائِلَ") كناية عن إعطائه (وَلَوْ بِظِلْفٍ) -بكسر الظاء المعجمة، وسكون اللام، بعدها فاء- هو من الشاء، والبقر، ونحوه، كالظفر من الإنسان، والجمع أظلاف، مثلُ حِمْل وأَحْمَال.
وقوله (في حَدِيثِ هَارُونَ: مُحْرَقٍ) يعني أن لفظ رواية هارون بن عبد اللَّه: "ولو بظلف محرق" بزيادة "محرق". وهو كناية عن الشيء القليل، والمقصود المبالغة في الحثّ على الصدقة.
والمعنى: تصدّقوا بما تيسّر، وإن قلّ، ولا تجعلوا السائل محرومًا، بل أعطوه شيئًا، ولو كان شيئًا يسيرًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث أم بُجيد - رضي اللَّه تعالى عنها - هذا صحيح.
(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا-70/ 2565 و 76/ 2574 - وفي "الكبرى" 72/ 2346 و 78/ 2355. وأخرجه (د) في "الزكاة" 1667 (ت) في "الزكاة" 665 (أحمد) في "باقي مسند الأنصار" 26607 و 26610 (مالك) في "الموطإ" 1714. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكّلت، وإليه أُنيب".
...
أي هذا باب ذكر الحديث الدّالّ على ذمّ الشخص الذي يُسأل شيئًا، وهو يقدر عليه، فيمنعه السائل. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
2566 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى, قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ (?) , قَالَ: سَمِعْتُ بَهْزَ بْنَ حَكِيمٍ يُحَدِّثُ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ جَدِّهِ, قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, يَقُولُ «لاَ يَأْتِى رَجُلٌ