ابن أبي كثير، عن أبي سهم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "من الْغَيْرة ما يحب اللَّه، ومنها ما يكره اللَّه، فأما ما يحب، فالغيرة في الريبة، وأما ما يكره، فالغَيْرَة في غير ريبة".

فهذا إسناد صحيح، رجاله رجال الصحيح، غير شيخه محمد بن إسماعيل الأحمسيّ، وهو ثقة أيضًا.

[تنبيه]: قوله: "أبو سهم"، وفي نسخة: "أبو شهم" بالمعجمة، غلطٌ، والصواب: "أبو سلمة"، وهو ابن عبد الرحمن بن عوف الفقيه الحجة المدنيّ المشهور، كما بينه الحافظ المزّيّ في "تحفة الأشراف" ج 11 ص 83 وكذا في "تهذيب الكمال" ج 33 ص 407 و"تهذيب التهذيب" ج 4 ص 537 و"تقريب التهذيب" ص 411.

وأخرجه أحمد في "مسنده"، من حديث عقبة بن عامر الجهنيّ - رضي اللَّه تعالى عنه -، فقال:

16947 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سَلّام، عن عبد اللَّه بن زيد الأزرق، عن عقبة بن عامر الْجُهَنيّ، قال: قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "غيرتان: إحداهما يحبها اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-، والأخرى يبغضها اللَّه، ومَخِيلتان إحداهما يحبها اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-، والأخرى يبغضها اللَّه، الغيرة في الرمية (?)، يحبها اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-، والغيرة في غيره، يبغضها اللَّه، والمخيلة إذا تصدق الرجل، يحبها اللَّه، والمخيلة في الكبر يبغضها اللَّه". انتهى.

فهذا الإسناد رجاله رجال الصحيح، غير عبد اللَّه بن زيد بن الأزرق، وقد وثقه ابن حبّان، فمثله يصلح في الاستشهاد.

والحاصل أن حديث الباب صحيح؛ لما ذُكِر. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا-66/ 2558 - وفي "الكبرى" 68/ 2339. واْخر جه (د) في "الجهاد" 2659 (أحمد) في "مسند الأنصار" 22235 و 22240 و 2226. واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

(منها): ما بوّب له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو جواز الاختيال في الصدقة، بمعنى أن تهزّه أَرْيَحِيّة (?) السخاء، فيعطي طيّبة بها نفسه، فلا يستكثر كثيرًا، ولا يُعطي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015