والحاصل أن جمهور أهل الحديث نفوا سماع الحسن البصريّ -رحمه اللَّه تعالى- من ابن عبّاس - رضي اللَّه عنهما - وهم القُدْوَةُ في هذا الفنّ. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا-36/ 2508 و 2509 و2510 و 23/ 1580 و 40/ 2515 - وفي "الكبرى" 38/ 2287 و 2288 و 2289 و 33/ 1801 و 42/ 2294. وأخرجه (د) في "الزكاة" 1622 (أحمد) في "مسند بني هاشم" 2019. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

وقوله (خَالَفَهُ هِشَامٌ) أي خالف حميدًا الطويلَ هشامُ بن حسّان القُردُوسيّ البصريّ في إسناد هذا الحديث (فَقَالَ: "عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ") يعني أن هشام بن حسّان جعل بدل الحسن محمدَ بنَ سيرين، كما بيّنه بقوله:

2509 - (أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ, عَنْ مَخْلَدٍ, عَنْ هِشَامٍ, عَنِ ابْنِ سِيرِينَ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: ذَكَرَ فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ, قَالَ (?): "صَاعًا مِنْ بُرٍّ, أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ, أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ, أَوْ صَاعًا مِنْ سُلْتٍ").

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، غير شيخه "عليّ بن ميمون" وهو الرّقّيّ العطّار، الثقة [10] 28/ 435 فإنه من أفراد المصنّف، وابن ماجه.

و"مَخلَدٌ": هو ابن يزيد القرشيّ الحرّانيّ، صدوق له أوهام، من كبار [9] 141/ 222. و"هشام": هو ابن حسّان الْقُرْدوسيّ البصريّ، ثقة، من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن، وعطاء مقال؛ لأنه قيل: كان يرسل عنهما [6] 37/ 936. و"ابن سيرين": هو محمد الإمام المشهور.

وقوله: "من سُلْت":-بضم السين المهملة، وسكون اللام، آخره مثنّاة فوقية- قال الفيّوميّ: قيل: ضرب من الشعير، ليس له قشرٌ، ويكون في الْغَوْر، والحجاز. قاله الجوهريّ. وقال ابن فارس: ضرب منه رقيق القشر، صغار الحبّ. وقال الأزهريّ: حبٌّ بين الحنطة والشعير، ولا قشر له، كقشر الشعير، فهو كالحنطة في مَلَاسَتِهِ، وكالشعير في طبعه، وبُرُودته. قال ابن الصلاح: وقال الصَّيْدَلانيّ: هو كالشعير في صورته، وكالقَمْح في طبعه، وهو خطأ انتهى كلام الفيّوميّ (?).

والحديث أيضًا فيه انقطاع؛ لأن ابن سيرين لم يسمع من ابن عبّاس - رضي اللَّه عنهما -، فقد ذكر في "تهذيب التهذيب" جـ 4 ص 586 - : عن عبد اللَّه بن أحمد -يعني ابن حنبل- عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015