قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: المراد بالسرد المتابعة، ولا يستلزم ذلك أن يستوعب الدهر كلّه، بل يصدق على من تابع صوم شهر أو شهرين أنه يسرد الصيام، كما تقدّم في حديث أسامة بن زيد - رضي اللَّه عنهما -70/ 2359 - "أن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -كان يسرد الصوم ... " الحديث.
فبهذا يتبيّن خطأ من استدك بحديث حمزة بن عمرو - رضي اللَّه عنه - هذا على استحباب صيام الدهر، وقد تقدّم تمام البحث في ذلك قبل بابين، فراجعه تستفد. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
2384 - (أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ, عَنْ هِشَامٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَائِشَةَ, أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو الأَسْلَمِيَّ, سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ (?) - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنِّي رَجُلٌ أَسْرُدُ الصَّوْمَ, أَفَأَصُومُ فِي السَّفَرِ؟ , قَالَ: «صُمْ إِنْ شِئْتَ, أَوْ أَفْطِرْ إِنْ شِئْتَ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا غير مرّة. و"حماد": هو ابن زيد. و"هشام": هو ابن عروة.
والحديث متفق عليه، ومحل الاستدلال للباب واضح في قوله: "إني رجل أسرد الصوم"، وقد تقدّم في 57/ 2303 - وتقدم تمام البحث فيه هناك، فراجعه تستفد. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
...
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: وجه الاختلاف المذكور أن سفيان الثوريّ رواه عن الأعمش، عن أبي عمار، عن عمرو بن شُرحبيل، عن رجل من أصحاب النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، فجعله متصلاً، وخالفه أبو معاوية، فرواه عن الأعمش، عن أبي عمار، عن عمرو بن