ووجه الاختلاف المذكور أن يزيد بن عبد اللَّه بن الشخّير رواه عن أخيه مطرّف، عن عمران ابن حصين - رضي اللَّه عنهما - وخالفه قتادة، فرواه عن مطرّف، عن أبيه.

لكن مثل هذا الاختلاف لا يضرّ، فيحمل على أن مطرفًا حمله عن أبيه، وعن عمران ابن حصين - رضي اللَّه عنهم -، فكان يحدّث به عنهما، كما تقدّم نظير هذا غير مرّة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

2379 - (أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ, قَالَ: أَنْبَأَنَا (?) إِسْمَاعِيلُ, عَنِ الْجُرَيْرِيِّ, عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ, عَنْ أَخِيهِ, مُطَرِّفٍ عَنْ عِمْرَانَ, قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنَّ فُلاَنًا, لاَ يُفْطِرُ نَهَارًا, الدَّهْرَ, قَالَ: «لاَ صَامَ, وَلاَ أَفْطَرَ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدموا غير مرّة.

و"إسماعيل": هو ابن عليّة. و"الْجُريريّ": هو سعيد بن إياس .. ومعنى الحديث تقدّم في شرح الحديث الذي مرّ في الباب الماضي.

وقوله: "نهارًا الدهر" منصوبان على الظرفيّة، متعلّقان بـ"لا يفطر".

وهو حديث صحيح، تفرّد به المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، أخرجه هنا-72/ 2379 - وفي "الكبرى" 71/ 2682.

[فإن قلت]: كيف يصح، وفيه الجريري، وقد اختلط قبل موته بثلاث سنين؟.

[قلت]: إنما صح لأنه من رواية إسماعيل ابن علية، وهو ممن روى عنه قبل اختلاطه، راجع ترجمة الجريري في "تهذيب التهذيب" جـ 2 ص 7. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

2380 - (أَخْبَرَنِي (?) عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ, عَنِ الأَوْزَاعِيِّ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ, أَخْبَرَنِي أَبِي, أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَذُكِرَ عِنْدَهُ رَجُلٌ, يَصُومُ الدَّهْرَ, قَالَ: «لاَ صَامَ, وَلاَ أَفْطَرَ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال الإسناد رجال الصحيح، غير شيخه، عمرو بن هشام" الحرّانيّ، فإنه من أفراده، وهو ثقة.

و"مخلد": هو ابن يزيد القرشيّ الحرّانيّ.

والحديث صحيح، ولا يضرُّه عنعنة قتادة؛ لأنه صرح بالسماع في الرواية التالية، أخرجه المصنّف هنا -72/ 2380 و 2381 - وفي "الكبرى" 71/ 2683 و 2684.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015