والطبرانيّ في "معجمه الكبير" من حديث ابن عباس، وابن مسعود - رضي اللَّه عنهم -، مرفوعًا: "إن اللَّه تعالى يُحبّ أن تؤتى رُخَصُه، كما يُحبّ أن تؤتى عزائمه" (?). وأخرج أحمد، وابن حبّان في "صحيحه"، والبيهقيّ في "شعب الإيمان" عن ابن عمر - رضي اللَّه عنهما -، مرفوعًا أيضًا: "إن اللَّه تعالى يحبّ أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته" (?). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
2264 - (أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلاَّمٍ, قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ, عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ, عَنْ يَحْيَى, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - بِطَعَامٍ, بِمَرِّ الظَّهْرَانِ, فَقَالَ: لأَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ: «أَدْنِيَا, فَكُلاَ» (?) , فَقَالاَ: إِنَّا صَائِمَانِ, فَقَالَ: «ارْحَلُوا لِصَاحِبَيْكُمُ, اعْمَلُوا لِصَاحِبَيْكُمْ»).
رجال هذا الإسناد: ثمانية:
1 - (هارون بن عبد اللَّه) بن مرون الحمّال البزّاز، أبو موسى البغداديّ، ثقة [10] 50/ 62.
2 - (عبد الرحمن بن محمد بن سلاّم) بن ناصح الهاشميّ مولاهم، أبو القاسم البغداديّ، ثم الطوسيّ، وقد يُنسب لجده، لا بأس به [2] 17/ 1141.
3 - (أبو داود) عُمَر بن سَعْد بن عبيد الكوفيّ الْحَفَريّ، ثقة عابد [9] 15/ 523.
4 - (سفيان) بن سعيد الثوريّ، أبو عبد اللَّه الكوفيّ، ثقة ثبت حجة [7] 33/ 37.
5 - (الأوزاعيّ) عبد الرحمن بن عمرو، أبو عمرو الدمشقيّ، ثقة فقيه فاضل [7] 45/ 56.
6 - (يحيى) بن أبي كثير الطائيّ مولاهم، أبو نصر اليماميّ، ثقة ثبت، يدلّ ويرسل [5] 23/ 24.
7 - (أبو سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ المدنيّ، ثقة فقيه [3] 1/ 1.
8 - (أبو هريرة) - رضي اللَّه تعالى عنه - 1/ 1. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سباعيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه عبد الرحمن، فقد تفرّد به هو وأبو داود. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ، وفيه أبو سلمة أحد الفقهاء السبعة على بعض الأقوال، وفيه أبو هريرة