وأما ما أخرجه مسلم عن عمر - رضي اللَّه عنه -:"من توضّأ، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه ... " الحديث، وفيه: "فُتحت له أبواب الجنّة، يدخل من أيها شاء". فلا ينافي ما تقدّم، وإن كان ظاهره أنه يعارضه؛ لأنه يُحمل على أنها تفتح له على سبيل التكريم، ثم عند دخوله لا يدخل إلا من باب العمل الذي يكون أغلب عليه، كما تقدّم. واللَّه أعلم (?).

(وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ) قال الإمام ابن حبّان -رحمه اللَّه تعالى- في "صحيحه" بعد أن أخرج الحديث: ما نصّه: قال أبو حاتم: "عَسَى" من اللَّه واجب، و"أرجو" من النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - حقّ انتهى (?).

وقال في "الفتح": قال العلماء: الرجاء من اللَّه تعالى، ومن نبيّه - صلى اللَّه عليه وسلم - واقع. وبهذا التقرير يدخل الحديث في فضائل أبي بكر. ووقع في حديث ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - عند ابن حبّان في نحو هذا الحديث التصريح بالوقوع لأبي بكر، ولفظه: "قال: أجل، وأنت هو يا أبا بكر". انتهى (?)، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث أبي هريرة - رضي اللَّه عنه - هذا متفق عليه.

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا-43/ 2238 و 2439 وفي "الجهاد"20/ 3135 و 45/ 3183 و 3184 - وفي "الكبرى" 43/ 2546 وفي "الجهاد" 41/ 4392 و 4393. وأخرجه (خ) في "الصوم" 1897 وفي "الجهاد" 2841 وفي "بدء الخلق" 3216 وفي "المناقب" 3666. (م) في "الزكاة" 1027 و"المناقب" 3674 (أحمد) في "باقي مسند المكثرين" 7577 و 8572 (الموطأ) في "الجهاد" 1021. (ابن حبّان) في "الصوم" 3419 و3420. واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

(منها): بيان فضل الصوم (ومنها): أن من أكثر من شيء عُرف به (ومنها): أن أعمال البرّ قلّ أن تجتمع جميعها لشخص واحد على السواء (ومنها): أن الملائكة يحبّون صالحي بني آدم، ويفرحون بهم (ومنها): أن الإنفاق كلما كان أكثر كان أفضل (ومنها):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015