والسند مسلسل بالمصريين إلى سعيد بن أبي هند، وقتيبةُ، وإن كان خراسانيا، إلا أنه ممن دخل مصر، وأخذ عن علمائها، وسعيد بن أبي هند مدنيّ، ومطرّف بن عبد اللَّه ابن الشِّخِّير بصريّ، والصحابي طائفيّ بصريّ.
[تنبيه]: قوله: "رجلًا" بالنصب على البدلية من "مطرفّ"، وفي النسخة "الهندية": "رجلٌ" بالرفع على أنه خبر لمحذوف، أي هو رجلٌ الخ". واللَّه تعالى أعلم.
والحديث صحيح، أخرجه المصنّف هنا -43/ 2230 و 2231 و 2232 - وفي " الكبرى" 43/ 2539 و 2540 و2541. وأخرجه (ق) 1639 (أحمد) في "مسند المدنيين" 15839 و1544 و 17445. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
2231 - (أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ, قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ, عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ, عَنْ مُطَرِّفٍ, قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ, فَدَعَا بِلَبَنٍ, فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ, فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَقُولُ: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ, كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، غير شيخه، عليّ ابن الحسين بن مطر الدِّرهميّ البصريّ، صدوق، من كبار [11] 17/ 1547. فإنه ممن تفرّد به هو وأبو داود.
و"ابن أبي عديّ": هو محمد بن إبراهيم البصريّ. و"ابن إسحاق": هو محمد بن إسحاق المطلبيّ، صاحب المغازي.
والحديث صحيح، كما سبق بيانه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
2232 - (أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ, عَنِ الْمُغِيرَةِ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ, قَالَ: دَخَلَ مُطَرِّفٌ, عَلَى عُثْمَانَ, نَحْوَهُ مُرْسَلٌ).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا طريق آخر، ساقه المصنّف لبيان الاختلاف على محمد بن إسحاق، فقد رواه ابن أبي عديّ عنه، عن سعيد بن أبي هند، عن مُطَرِّف، قال: دخلت على عثمان الخ، فجعله موصولاً، وخالفه عبد اللَّه بن أبي هند، فرواه عنه، عن سعيد، قال: دخل مطرّف الخ، فجعله منقطعًا، والموصول أرجح؛ لأن ابن أبي عديّ أحفظ من عبد اللَّه بن سعيد أبي هند، فإنه وان كان ثقة، لكنه يخطئ (?) ويشهد له الإسناد السابق أيضًا.