لكونه أحفظ من حماد بن سلمة، ولأن له متابعًا، فقد تابعه زكريا بن إسحاق، وابن جريج.
فأما متابعة زكريا بن إسحاق، فقد أخرجها ابن عبد البرّ من طريق رَوح بن عبادة، قال: حَدَّثنا زكريا بن إسحاق، قال: حدثنا عمرو بن دينار أن محمد بن حنين أخبره أنه سمع ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - يقول: "إني لأعجب من هؤلاء الذين يصومون قبل رمضان، إنما قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -:"إذا رأيتم الهلال، فصوموا، وإذا رأيتموه، فأفطروا، فإن غمّ عليكم، فعدّوا ثلاثين". انتهى.
وأما متابعة ابن جريج، فقد أخرجها أحمد في "مسنده" جـ 1 ص 367 - عن عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أنا ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار، أنه سمع محمد ابن جُبير، يقول: كان ابن عباس ينكر أن يُتقدّم في صيام رمضان، إذا لم يُرَ هلال شهر رمضان، ويقول: قال النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "إذا لم تروا الهلال، فاستكملوا ثلاثين ليلة" انتهى.
والحاصل أن الراجح إثبات الواسطة بين عمرو بن دينار، وبين ابن عباس، لاتفاق ابن عيينة، وزكريا بن إسحاق، وابن جريج على إثباته. وأما اختلافهم في اسم والد محمد، هل هو"حنين"، أو"جُبير"، فسيأتي أن الراجح أنه "حنين"، إن شاء اللَّه تعالى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
2124 - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ, أَبُو الْجَوْزَاءِ, وَهُوَ ثِقَةٌ بَصْرِيٌّ, أَخُو أَبِي الْعَالِيَةِ, قَالَ: أَنْبَأَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلاَلٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ, عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ, وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ, فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ, فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلاَثِينَ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "أحمد بن عثمان، أبو الْجَوْزَاء": هو أحمد بن عثمان بن أبي عثمان عبد النور بن عبد اللَّه بن سِنَان النوفليّ، أبو عثمان البصريّ، الملقّب أبا الجوزاء -بالجيم والزاي- ثقة [11].
قال أبو حاتم: ثقة رِضًا. وقال النسائيّ: ثقة (?). وقال البزار: بصريّ ثقة مأمون. وذكره ابن حبان في "الثقات". قال ابن أبي عاصم: مات سنة (246) قال: وكان من نُسّاك أهل البصرة. روى عنه مسلم، والمصنّف، والترمذيّ، وله عند المصنف في هذا الكتاب ثلاثة أحاديث: هذ 2124 وفي "كتاب القسامة" 4760 حديث إن شئت فادفع إليه يدك حتى يقضمها .. " الحديث. وفي "كتاب الزينة" 5204 حديث أنس أخر رسول