"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

...

11 - (ذِكْرُ الاخْتِلَافُ عَلَى عُبَيدِ اللَّهِ ابْنِ عُمَرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: وجه الاختلاف المذكور أن يحيى القطّان رواه عنه، عن نافع، عن ابن عمر - رضي اللَّه عنهما -، وخالفه محمد بن بِشْر، فرواه عنه عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه -، ومثل هذا الاختلاف لا يضرّ، كما تقدّم البحث عنه قريبًا، ولذا أخرجه مسلم من حديثهما، فأخرجه من حديث ابن عمر من طريق أبي أسامة، عن عبيد اللَّه برقم 2496 - ومن طريق عبد اللَّه بن نمير، عن عبيد اللَّه برقم 2497 ومن طريق يحيى القطان عن عبيد اللَّه برقم 2498.

وأخرجه من حديث أبي هريرة، من طريق محمد بن بشر العبديّ، عن عبيد اللَّه برقم 2513. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

2122 - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى, قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ, قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ, عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «لاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ, وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ, فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ, فَاقْدُرُوا لَهُ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "عمرو بن عليّ": هو الفلاس، أبو حفص البصريّ الثقة المثبت [10] و"يحيى": هو ابن سعيد القطان المصريّ الإمام الحجة الثبت [9]. و"عبيد اللَّه": هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العُمَريّ المدنيّ الفقيه الثقة المثبت [5]. والباقيان سبقا قريبًا، وكذا شرح الحديث، ومسائله.

وقوله: "لا تصوموا": أي بنيّة الفرض. وقوله: "ولا تفطروا" أي بلا عذر.

وقوله: "حتى تروه". لا يمكن أن يكون معناه رؤية جميع الناس، بحيث يحتاج كلّ فرد فرد في وجوب الصوم عليه إلى رؤية الهلال، بل المعتبر رؤية بعضهم، وهو العدد الذي تثبت به الحقوق، وهو عدلان؛ لقوله تعالى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} الآية [البقرة: 282]، وقولِهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - للمدّعي: "شاهداك ... " الحديث. إلا أن هلال رمضان يُكتفَى في ثبوته بعدل واحد عند أكثر أهل العلم، وهو الصواب، لحديث ابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015