21 - (كِتَابُ الصِّيَامِ (?))

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قدم المصنّف رحمه تعالى "كتاب الصيام" على الزكاة؛ نظرًا لكونه عبادة بدنيّة، فناسب أن يتلو "كتاب الصلاة"، ولأنه في حديث طلحة ابن عبيد اللَّه - رضي اللَّه عنه - المذكور في الباب ذُكِر بعد الصلاة، وقبل الزكاة، ثم أتبعه "كتاب الزكاة"، لكونها عبادة مالية محضة، ثم ختمه "بكتاب الحجّ" لكونه مركبا منهما.

وخالف هذا الترتيب في "الكبرى" فذكر الزكاة بعد الصلاة، ثم الصوم، ثم المناسك، لكنه أدخل بين الصوم والمناسك "كتاب المحاربين ". واللَّه تعالى أعلم.

وقال السنديّ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- في "شرحه": ما نصّه: المشهور بينهم تقديم الزكاة على الصوم، وذكرها في جنب الصلاة، والواقع في كثير من نسخ النسائيّ تقديم الصوم، فمن قدّم، فقد راعى قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 110]، ومن قدّم الصوم فلعله راعى أول حديث في الباب، ففيه تقديم الصوم على الزكاة، وذكره في جنب الصوم، ومع ذلك لا يخلو عن مناسبة معنويّة، من حيث إن كلاّ من الصلاة والصوم عبادة بدنيّة؛ بخلاف الزكاة، فإنها عبادة مالية. واللَّه تعالى أعلم انتهى (?).

و"الصيام" مصدر "صام"، كـ "الصوم"، يقال: صام يصُوم صَوْمًا، وصِيامًا. قيل: هو مطلق الإمساك في اللغة، ثم استُعمل في الشرع في إمساك مخصوص. وقال أبو عبيدة: كل مُمسِك عن طعام، أو كلام، أو سير، فهو صائم، قال النابغة الذُّبْيانيّ [من البسيط]:

خَيل صِيَامٌ وَخَيلٌ غَيْرُ صَائِمَةٍ ... تَحْتَ الْعَجَاجِ وَأُخْرَى تَعْلُكُ اللُّجُمَا (?)

يعني بالصائمة الممسكة عن السير. قاله ابن فارس. وقيل: الممسكة عن الاعتلاف، أي القائمة على غير عَلَف، وقيل: الممسكة عن الصَّهِيل. ورجل صائم، وصَوَّامٌ -بالفتح- مبالغة، وقوم صُوَّامٌ، وصُيَّمٌ، وَصَوْمٌ على لفظ الواحد، وصِيَام. انتهى من "المصباح" بزيادة من غيره.

وقال في "التهذيب": الصوم في اللغة: الإمساك عن الشيء، والترك له، وقيل للصائم: صائم؛ لإمساكه عن الْمَطعَم، والْمَشْرَب، والْمَنكَح. وقيل: للصامت صائم؛ لإمساكه عن الكلام، وقيل للفرس: صائم؛ لإمساكه عن العَلَف مع قيامه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015