103 - الأَمْرُ بِالاسْتِغْفَارِ لِلْمُؤْمِنِينَ

2037 - أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ, قَالَ (?): حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ, عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ, قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ, أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ, يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تُحَدِّثُ, قَالَتْ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي, وَعَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قُلْنَا: بَلَى. قَالَتْ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي, الَّتِي هُوَ عِنْدِي -تَعْنِي النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم - انْقَلَبَ, فَوَضَعَ نَعْلَيْهِ, عِنْدَ رِجْلَيْهِ, وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ, فَلَمْ يَلْبَثْ, إِلاَّ رَيْثَمَا ظَنَّ أَنِّي قَدْ رَقَدْتُ, ثُمَّ انْتَعَلَ رُوَيْدًا, وَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا, ثُمَّ فَتَحَ الْبَابَ رُوَيْدًا, وَخَرَجَ رُوَيْدًا, وَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي, وَاخْتَمَرْتُ, وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي, وَانْطَلَقْتُ فِي إِثْرِهِ, حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ, فَرَفَعَ يَدَيْهِ, ثَلاَثَ مَرَّاتٍ, فَأَطَالَ, ثُمَّ انْحَرَفَ, فَانْحَرَفْتُ, فَأَسْرَعَ, فَأَسْرَعْتُ, فَهَرْوَلَ, فَهَرْوَلْتُ, فَأَحْضَرَ, فَأَحْضَرْتُ, وَسَبَقْتُهُ, فَدَخَلْتُ, فَلَيْسَ إِلاَّ أَنِ اضْطَجَعْتُ, فَدَخَلَ, فَقَالَ: «مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ, حَشْيَا, رَابِيَةً؟» , قَالَتْ: لاَ, قَالَ: «لَتُخْبِرِنِّي, أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ» , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي, فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ, قَالَ: «فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي؟». قَالَتْ: نَعَمْ, فَلَهَزَنِي فِي صَدْرِي لَهْزَةً, أَوْجَعَتْنِي, ثُمَّ قَالَ: «أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ, وَرَسُولُهُ؟» , قُلْتُ, مَهْمَا يَكْتُمُ النَّاسُ, فَقَدْ عَلِمَهُ اللَّهُ, قَالَ: «فَإِنَّ جِبْرِيلَ, أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ, وَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ, وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ, فَنَادَانِي, فَأَخْفَى مِنْكِ, فَأَجَبْتُهُ, فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ, فَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ, وَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ, وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي, فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَ الْبَقِيعَ, فَأَسْتَغْفِرَ لَهُمْ».

قُلْتُ: كَيْفَ أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ , قَالَ: «قُولِي: السَّلاَمُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ, مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ, يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا, وَالْمُسْتَأْخِرِينَ, وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ».

رجال هذا الإسناد: ستة:

1 - (عبد اللَّه بن أبي مليكة) هو عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن أبي مُليكة زُهير بن عبد اللَّه، نسب لجدّه المكيّ، ثقة فقيه [3] 101/ 132.

2 - (محمد بن قيس بن مَخْرَمة) بن المطّلب بن عبد مناف المطّلبيّ، يقال: له رؤية، ثقة [2].

قال أبو داود. ثقة. وذكره ابن حبّان في "الثقات". وذكر العسكريّ أنه أدرك النبيّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015