وذكر ابن قتيبة في "المعارف" وغيره أن طلحة بن عبيد اللَّه أحد العشرة - رضي اللَّه عنهم - دُفن، فرأته بنته عائشة بعد دفنه بثلاثين سنة في المنام، فشكا إليها النَّزّ (?)، فأمرت به، فاستُخرِج طريّا، فَدُفن في داره بالبصرة. قال غيره: قال الراوي: كأني أنظر إلى الكافور في عينيه لم يتغيّر، إلا عقيصته، فمالت عن موضعها، واخضرّ شقه الذي يلي النَّزّ انتهى (?).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الحاصل أن إخراج الميت بعد الدفن للحاجة جائز، كما أشار إليه المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- بترجمته؛ لصحة حديث جابر - رضي اللَّه عنه - المذكور في الباب، وحديثِهِ الماضي في الباب السابق. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
...
2022 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ, أَبُو قُدَامَةَ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ, عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ, عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ, أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, ذَاتَ يَوْمٍ, فَرَأَى قَبْرًا جَدِيدًا, فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» , قَالُوا: هَذِهِ فُلاَنَةُ, مَوْلاَةُ بَنِي فُلاَنٍ -فَعَرَفَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - مَاتَتْ ظُهْرًا, وَأَنْتَ صَائِمٌ قَائِلٌ, فَلَمْ نُحِبَّ أَنْ نُوقِظَكَ بِهَا, فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَصَفَّ النَّاسَ خَلْفَهُ, وَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا, ثُمَّ قَالَ: «لاَ يَمُوتُ فِيكُمْ مَيِّتٌ, مَا دُمْتُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ, إِلاَّ آذَنْتُمُونِي بِهِ, فَإِنَّ صَلاَتِي لَهُ رَحْمَةٌ».
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (عبيد اللَّه بن سعيد) أبو قُدَامة السرَخْسِيُّ، ثقة مأمون سنّي [10] 15/ 15.
2 - (عبد اللَّه بن نُمير) الهمدانيّ الكوفيّ، ثقة ثبت، صاحب حديث [9] 25/ 1664.