2006 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى, عَنْ سُفْيَانَ, قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ, عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ, عَنْ عَلِيٍّ, قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ الضَّالَّ مَاتَ, فَمَنْ يُوَارِيهِ؟ , قَالَ: «اذْهَبْ, فَوَارِ أَبَاكَ, وَلاَ تُحْدِثَنَّ حَدَثًا, حَتَّى تَأْتِيَنِي». فَوَارَيْتُهُ, ثُمَّ جِئْتُ, فَأَمَرَنِي, فَاغْتَسَلْتُ, وَدَعَا لِي, وَذَكَرَ دُعَاءً, لَمْ أَحْفَظْهُ.
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (عبيد اللَّه بن سعيد) أبو قُدامة السرخسيّ، ثقة مأمون سنّيّ [10] 15/ 15.
2 - (يحيى) بن سعيد القطّان البصريّ الثبت الحجة [9] 4/ 4.
3 - (سفيان) الثوريّ المذكور في الباب الماضي.
4 - (أبو إسحاق) عمرو بن عبد اللَّه السبيعيّ الكوفيّ، ثقة عابد، مختدط [3] 38/ 42.
5 - (ناجية بن كعب) الأسديّ الكوفي، ثقة [3] 128/ 190.
6 - (علي) بن أبي طالب - رضي اللَّه تعالى عنه - 74/ 91. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سداسيات المصنف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير ناجية، فأخرج له المصنّف، وأبو داود، والترمذيّ. (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين غير شيخه، فسرخسي، ويحيى، فبصريّ. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ. ومنها: أن صحابيه أحد الخلفاء الأربعة، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، - رضي اللَّه عنهم -. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ عَلِيٍّ) - رضي اللَّه تعالى عنه - (قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ الضَّالَّ مَاتَ) يريد أبا طالب، والده (فَمَنْ يُوَارِيهِ؟) أي من الذي يَدفِنه، ويستره عن أعين الناس (قَالَ: اذْهَبْ، فَوَارِ أَبَاكَ) أي ادفنه، وغيّبه عن أعين الناس، لئلا يتأذّى أحد بجيفته.
وفيه أنه لم يأمره بغسله، وبتكفينه، وقد اختلف العلماء في ذلك، قال النوويّ في "المجموع": مذهب الشافعيّ أن للمسلم غسله، ودفنه، واتباع جنازته، قال: ونقله ابن المنذر عن أصحاب الرأي، وأبي ثور، وقال مالك، وأحمد: ليس للمسلم، غسله،