وأما حديث أبي قتادة، وعائشة، فحكم البخاريّ بأنهما غير محفوظين، وصحح الحاكم حديث عاشة على شرط مسلم، وأقره الذهبيّ أيضًا.

والحاصل أنه وإن كان الأرجح في أحاديثهم كونها مرسلة إلا إنها قُقَوِّي حديث أبي إبراهيم، فيصح بها. واللَّه تعالى أعلم.

المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -77/ 1986 - وفي "الكبرى" 77/ 2113. وأخرجه (د) 3220 (ت) 1024 (ق) 1498 (أحمد) 8591 و 17192 و 17093 و 17094 و 17095 و 22048. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

1987 - أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ أَيُّوبَ, قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ -وَهُوَ ابْنُ سَعْدٍ- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي, عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ, قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبَّاسٍ, عَلَى جَنَازَةٍ, فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ, وَسُورَةٍ, وَجَهَرَ, حَتَّى أَسْمَعَنَا, فَلَمَّا فَرَغَ أَخَذْتُ بِيَدِهِ, فَسَأَلْتُهُ, فَقَالَ: سُنَّةٌ وَحَقٌّ.

رجال هذا الإسناد: خمسة:

1 - (الهَيثم بن أيوب) السّلميّ، أبو عمران الطالَقَانيّ، ثقة [10] 84/ 101.

2 - (إبراهيم بن سعد) الزهريّ، أبو إسحاق المدنيّ، نزيل بغداد، ثقة حجة [8] 196/ 314.

3 - (أبوه) سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ القاضي المدنيّ، ثقة فاضل عابد [8] 11/ 518.

4 - (طلحة بن عبد اللَّه بن عوف) الزهريّ، أبو عبد اللَّه، ويقال: أبو محمد المدني القاضي، ابن أخي عبد الرحمن بن عوف، كان يلقب طلحةَ النَّدَى، ثقة مكثر فقيه [3].

قال ابن معين، وأبو زرعة، والنسائيّ، والعجليّ: ثقة. وقال ابن خيثمة: كان هو وخارجة بن زيد بن ثابت في زمانهما يُستَفتَيَان، وينتهي الناس إلى قولهما، وَيقسمان المواريث، ويكتبان الوثائق. وكذا ذكر الزبير، وذكر عنه أخبارًا في الكرم حسنة. وقال ابن سعد: كان سعيد بن المسيّب يقول: ما وَلِيَنَا مثله. وعدّه ابن المدينيّ في أتباع زيد ابن ثابت، وقال: لم يثبت عندنا لُقِيُّ طلحةَ لزيد.

وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، وتوفي بالمدينة سنة (97)، وهو ابن (72) سنة. وكذا قال ابن حبّان، وزاد: كان يكتب الوثائق بالمدينة، وقال ابن أبي عاصم: مات سنة (99). روى له الجماعة، سوى مسلم، وله عند المصنّف حديثان فقط، هذا، وأعاده بعده، وحديث: "من قُتل دون ماله فهو شهيد"، وكرره أربع مرات.

5 - (ابن عبّاس) - رضي اللَّه عنهما - 28/ 31. واللَّه تعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015