من قومي، قال شعبة: قد كنت أحفظ اسمه، قال: كنا على باب عثمان - رضي اللَّه عنه -، ننتظر الإذن عليه، فسمعتُ أبا موسى الأشعري، يقول: قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "فناء أمتي بالطعن، والطاعون"، قال: فقلنا: يا رسول اللَّه، هذا الطعن، قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال: "طعن أعدائكم من الجن، وفي كلٍّ شهادة". قال زياد: فلم أرض بقوله، فسألت سيد الحي، وكان معهم، فقال: صدق، حدثناه أبو موسى (?).
وأخرج أيضًا من طريق أبي بكر النَّهْشَلي، قال: ثنا زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك، قال: خرجنا في بضع عشرة، من بني ثعلبة، فإذا نحن بأبي موسى، فإذا هو يحدث، عن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، قال: "اللَّهم اجعل فناء أمتي في الطاعون ... " فذكره.
وعن عائشة - رضي اللَّه عنها - قالت: قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "إن فناء أمتي بالطعن، والطاعون"، قال: أما الطعن، فقد عرفناه، فما الطاعون؟، قال: "غُدَّةٌ كغدّة البعير، تخرج في المرَاقّ، والآباط، من مات منه مات شهيدًا". أخرجه أحمد، والطبراني في "الأوسط" وأبو نعيم في "الطبّ".
(وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ) اسم مفعول، من بُطِنَ بالبناء للمفعول: أي عليل البطن. وقال ابن الأثير -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هو الذي يموت بمرض بطنه، كالاستسقاء، ونحوه وفى "كتاب الجنائز" لأبي بكر المروزيّ، عن شيخه شُريح أنه صاحب القولنج انتهى (?) (وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ) بفتح الغين المعجمة، وكسر الراء: الذي يموت غريقًا في الماء (وَصَاحِبُ الْهَدَمِ شَهِيدٌ) "الهدم" بالتحريك: ما تهدّم من جوانب البئر، فسقط فيها. قاله في "ق"، وفي "المصباح": "الهدم" بفتحتين: ما تهدّم، فسقط انتهى.
والمراد هنا الذي يموت بسبب انهدام البيت ونحوه عليه (وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ) هو مرض معروف، وهو وَرَم حارّ، يَعرِض في الغشاء المستبطن للأضلاع، ويقال: هو الشَّوصَة (?) وفي "النهاية": "ذات الجنب": هي الدُّبَيلَة (?)، والدُّمّلة الكبيرة التي تظهر في باطن الجَنْب، وتنفجر إلى داخل، وقلّما يَسلَم صاحبها، و"ذو الجَنْب":