أبي خالد في شيئين: أحدهما إدخال أبي صالح بين المسيب بن رافع، وبين عنبسة بن أبي سفيان، والثاني في وقف الحديث. والحديث صحيح مرفوعًا، كما سبق بيانه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، واليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

1808 - أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ, عَنْ عَاصِمٍ, عَنْ أَبِي صَالِحٍ, عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ, قَالَتْ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً, سِوَى الْفَرِيضَةِ, بَنَى اللَّهُ لَهُ", أَوْ "بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ".

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: غرض المصنف -رحمه اللَّه تعالى- بهذا بيان أن عاصما خالف المسيب بن رافع، فرواه عن أبي صالح، عن أم حبيبة - رضي اللَّه عنها -، ولم يذكر عنبسة، ورفع الحديث، ففيه انقطاع، لكن سبق أنه صحيح بغير هذا الإسناد.

و"يحيى بن حبيب": هو ابن عربيّ البصريّ، ثقة [10] 60/ 75. و"حماد": هو ابن زيد البصريّ. و"عاصم": هو أبن أبي النَّجُود, وهو ابن بَهدَلَة، أبو بكر المقرىء، صدوق، له أوهام، حجة في القراءة [6] 20/ 1221 واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

1809 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُثَنَّى, عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عَمْرٍو, قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادٌ, عَنْ عَاصِمٍ, عَنْ أَبِي صَالِحٍ, عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «مَنْ صَلَّى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً, فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ, بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ».

رجال هذا الإسناد: ستة:

1 - (على بن المثنى) الطُّهَويّ -بفتح الهاء- الكوفيّ، مقبول [11].

ذكره ابن حبّان في "الثقات"، وأشار ابن عديّ إلى ضعفه. مات سنة (256) انفرد به المصنف بهذا الحديث فقط.

[تنبيه]: وقع في نسخ "المجتبى" "عليّ بن المثنى"، قال الحافظ أبو الحجّاج المزّيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "تحفته": ج11 ص 307 هكذا في رواية أبي بكر بن السنّيّ: "عن "علي بن المثنى"، وفي رواية أبي الحسن ابن حيويه: "عن محمد بن المثنى"، وفي بعض النسخ: "عن ابن المثنى" انتهى.

2 - (سُويد بن عمرو) الكلبيّ، أبو الوليد الكوفيّ العابد، من كبار [10].

وثقه ابن معين، والنسائيّ، وقال العجليّ: كوفيّ ثقة ثبت في الحديث، وكان رجلاً صالحًا متعبّدًا. وقال ابن حبّان: كان يقلب الأسانيد، ويضع على الأسانيد الصحاح المتون الواهية. ونقل ابن خلفون، عن العجليّ أنه قال: مات سويد سنة ثلاث، أو أربع ومائتين، قال: ولم يكن بالكوفة أروى عن زهير بن معاوية منه. روى له مسلم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015