ومنها: ما أعطاه اللَّه تعالى من المعجزات، حيث أجاب له دعوته لأمته، فلا يتسلّط عليها عدوّ من غيرها، فيستبيح بيضتها، وإنما يُهلك بعضها بعضا، لأمر قضاه اللَّه تعالى عليها، {وَاَللهُ يحكُمُ لَا مُعَقبَ لِحكُمِه} الآية [الرعد: 41]. واللَّه تعالى أعلم بالصواب, وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
...
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: وجه الاختلاف المذكور أن الحديث الأول يدلّ على أن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - كان يحيى الليل كله, لأن قولها: "أحيا رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - الليل" ظاهر في إرادة كله، والحديث الثاني يدلّ على أنه كان يقوم بعضه، وكذا الحديث الثالث.
والذي يظر لي أنه لا اختلاف بين أحاديثها, لإمكان حمل قولها: "أحيا الليل" أي معظمه، بدليل الحديث الثاني، والثالث. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
1639 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ, عَنْ مُسْلِمٍ, عَنْ مَسْرُوقٍ, قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي اللَّه عنها -: كَانَ إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ, أَحْيَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - اللَّيْلَ, وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ, وَشَدَّ الْمِئْزَرَ.
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (محمد بن عبد اللَّه بن يزيد) أبو يحيى المكّيّ، ثقة [10] 11/ 11.
2 - (سفيان) بن عيينة الإمام الحافظ الحجة [8] 1/ 1.
3 - (أبو يعفور) الأصغر (?): عبد الرحمن بن عُبيد بن نِسْطاس بكسر النون بن أبي صفية الثعلبيّ العامريّ البكّائيّ، ويقال: البِكَاليّ، ويقال: السلميّ الكوفي، ثقة [5].
روى عن السائب بن يزيد، وأبي الضحى، وإبراهيم النخعيّ، وغيرهم. وعنه