وتؤويهم في دورها وقصورها …*… محاطين بالترحيب فيها وبالنعم

و (بسكرة الغبراء) تروي عليهم …*… احاديث من إسناد أطلالها البكم

تحييهم بالذكريات شذية …*… وتوحى اليهم بالجلال وبالعظم

وتملي عليهم من قديم عظاتها …*… دروسا وما المملي سوى دارس الرسم

أقام (ابن خلدون) بها غير مرة …*… وحرر فيها بعض تاريخه الضخم

وصادف فيها للعروبة دولة …*… وللعلم سوقا في الرواج وفي الغنم

وكانت له مشتى جميلا وملجأ …*… حصينا من القهر المبيت والهضم

ولم يزل الأحرار في كل أمة …*… يطاردهم قهر الولاة بلا جرم

فهل ترجع الأيام سالف عهدها …*… وتنفض عنها ما علاها من الهدم

وتجلو لنا آثارها وديارها …*… واخبارها الأولى يقينا بلا رجم

أرى من حواليها مخايل جمة مبشرة دلت على وابل سجم

أحيي السراة المحسنين صنيعة …*… ببسكرة الساخين بالنائل الجم

وأدعوهم للبذل والبذل عصمة …*… لهم ولما شادوه من كل ما يصمي

ألم تر ما قاموا به من مبرة …*… تبشر في العقبى بفوزهم الحتم

بمدرسة كالطود أعلوا بناءها …*… فكانت حمى للطفل والجاهل الأمي

وأما حنونا أو أبا متعطفا …*… لكل يتيم يستجير من اليتم

جلوها على الانظار مرصوصة البنا …*… مقومة الهندام موشية الرقم

وجادوا بوسمي السخاء فهل نرى …*… ولي سخاء منهم عقب الوسمي

هلال بدا في الأفق نرقب أنه …*… يؤول على قرب الى قمر تم

وطير بديع لو يضم جناحه …*… إليه لحاز الحسن اجمع بالضم (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015