تَذكّرتُ مَيْتًا بالغَرابة ثاويًا ... فما كاد لَيْلِي بعدما طال يَنفَدُ
الغَرابة: بلدٌ أو موضعٌ بعَينه (?). ثاوٍ: مقيم. بعد ما طال يَنْفَد، أي يَنقُص ويَذهَب.
شِهابي الذي أَعشُو (?) الطَّريقَ بضَوئه ... ودِرْعِي ولَيْلُ النّاس بَعْدَكَ أَسْوَدُ
يقول: ذَهَب شِهابي وكنتُ أقتدى به. واسوَدّ عليّ الليلُ بعده. يقول: لا أَرَى للقمر بهجةً، وكان الذي أُبصِر الهُدى والقَصْدَ به، فصار عليّ لَيلا مُظلِما لفَقْدِك، لأنّي لا أَرى أحدا بعدَك يضيء لي. وقولهُ: ودِرعي، أي وهو الّذي يُجِنُّني.
فلو نبّأتْكَ الأرضُ أو لو سَمِعتَه ... لأيقنتَ أنِّي كِدتُ بعدكَ أَكمَدُ
نبَّأَتْكَ، أي خَبَّرتْك. لأَيقنتَ، أي لَعَلِمتَ أنِّي أصابني من الحُزن ما كِدتُ أَكمَدُ له.
فما خادِرٌ مِن أُسْدِ حَليَةَ جَنَّهُ ... وأَشبُلَه ضافٍ مِن الغِيلِ أَحصَدُ
قال: خادِرٌ ومُخْدِر واحد، وهو الّذي اتّخذ الغَيْضةَ خِدْرا. وأَحْصَد: مكتنِز ودِرْعٌ حَصْداءُ منه. وخَيشٌ (?) أَحْصَد إذا كان غليظا كثيفا. وغَزلٌ محُصَد، ويقال: أَحصِدْ حَبْلَك أي اشدُدْ فَتْلَه. والغِيل: ما كَثُف من الشّجر وما اكتَنَز يكون من الطَّرفاء والبَرديِّ والقَصَب. فيقول: هذا أَحْصَدُ مُلْتَفّ.