ديوان الهذليين (صفحة 117)

وإنما خَصَّ الشَّوْلَ دون غيرِها لأنّه أراد أنهما خفيفةُ البطون فلا تَقْوَى محل الَبرْد وليست كالمخَاض؛ لأن المخَاض ممتلِئة، فهي أَصَبرُ على القُرّ. ومِثلُ هذا قولُ الآخر (?):

وَخيِرًا (?) إذا ما الرِّيحُ ضَمَّ شَفِيفُها ... إلى الشَّوْل في دِفءِ الكَنيفِ المَتالِيا

أراد إذا ضَمَّ شَفِيفُها المَتالىَ إلى الشَّوْل؛ لأن الشَّوْل لا تَصْبِر على القُرّ. والشَّوْلُ خفيفةُ البُطون، فهي أسرَعُ إلى الكَنِيف. والكَنِيف: الحَظِيرة. يقول: هُمْ في هذا الوَقْتِ يَنْحَرون ويُطعِمون.

وقال ماشِيهِمُ: سِيّانِ سَيْرُكمُ ... وأنْ تُقِيموا به واغْبرّت السُّوحُ

ماشِيهِم: صاحبُ الماشية منهم. يقول: مُقامُكْم وسيرُكم سواء، والأرضُ كلُّها جَدْب، إن شئتم فأقيموا، وإن شئتم فسِيروا. وسِيّانِ: مِثْلان. وأنشدنا لزهير:

* وسِيّانِ الكَفالَةُ والتَّلاء (?) *

والسُّوح: جماعة الساحة. ويقال قارَةٌ وَقُور، ودارةٌ ودُور، وعانَةٌ وعُون.

قال أبو سعيد: وسمعتُ حَبْرَ (?) بنَ صُمَيْل يقول: هاجَتَ ريحٌ بالمدنية فاغْبرّت منها السُّوح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015