بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي قسم البيان بين القلم واللسان لتكون النعمة فيه مشتركة بين الغائب والحاضر والمقيم والمسافر إتماماً للنعمة على عباده وإكمالاً للعارفة في عمارة بلاده ودل على موضع الصنيعة في البيان ونبه على موضع العارفة في اللسان حيث يقول تعالى: {الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان}
وأخبر عن عظيم قدر القلم وما تضمن من سوابغ النعم حيث يقول تعالى: {إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم} وأعلى قدره وفخم أمره حين أقسم به على أحل أمرٍ وأنبله وأشرفه وأفضله فقال {ن والقلم وما يسطرون} فسبحان من جعل جلائل النعم وسوابغ الآلاء والقسم في شخصٍ ضئيل وقد قصير تقل قيمته وتصغر قمته مع جلالة شأنه وعلو مكانه.
في صفة الخط والقلم والدواة والقرطاس، وذكر البلاغة وما يجري مع ذلك، وهو:
في ذكر الخط والقلم والدواة والقرطاس وما يسلك مع ذلك من أحسن الاستعارة في ذكر الخط قول عبيد الله بن العباس بن الحسن