بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على نعمه التامة وأياديه الخاصة والعامة في إنشاء السحاب الثقال وإجراء العذب الزلال وتفجير البارد السلسال ليغذو النجم والشجر ويرب الحب والثمر رحمة للأنام ونظراً للإنعام فله الحمد أولاً وآخراً. والصلاة على نبيه محمد الذي أرسله بالحق شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً وعلى آله المختارين وعترته المنتجبين. وقد رأينا الحكماء في كل زمان يجتهدون في تقريب الحكمة وتسهيل سبلها وشرح مشكلها وإيضاح أبوابها وإدناء أسبابها ليخف محملها ويقرب متناولها ويرغب فيها كل أحد ويأخذ منها بنصيب ويغترف منها بذنوب. وكنت جعلت كتابي الموسوم بديوان المعاني مشتملاُ على أثني عشراٌ باباً يتضمنها خمسائة ورقة فرأيت بعض الناس يستكبر حجمه ويستثقل نسخه فجعلت كل باب منها كتاباً ينفرد بنفسه ويتميز من جنسه ليقرب أمره ويسهل نسخه ولتسرع الرغبة إليه فيكثر الإنتفاع به إن شاء الله تعالى وبه التوفيق.