سمت حياتي فهي "سجن مؤبد" … وليس بغير الموت أخلص من سجني
صديق بلا صدق وعلم بلا تقى … ودين بلا فهم وأمن بلا أمن
ونقض لميثاق وخلف لموعد … وهتك لأعراض وحزن على حزن
وفرط غرور بالحياة وزيفها … وما الحي فيها غير ميت بلا دفن
وإني في الدنيا كراكب لجة … وقد كاد موج البحر يذهب بالسفن
غريب فما لي من قريب ولا أخ … وكم من قريب لي كم لي من خدن
حياة تجلى قبحها وخداعها … ولم تك دارا للجمال وللحسن
أنا إن أظلمت الدنيا فما أظلم قلبي … أنا إن زاد بلائي زاد إيماني بربي
أنا إن أجدب روضي بعد إثمار وخصب … وتوارى النور من أفقي وأخفى الشوك دربي
سطعت في داخلي شمس "رجائي" وهو حسبي … وإذا حل بي الموت فما أعظم كسبي
إذ به أرجع لله بإيماني وحبي!! … وأرى ما كنت أرجو من مناجاة وقرب
وإذا حزت رضى الله فيا فرحة قلبي … أي حظ مثل حظي من إلهي رغم ذنبي
أحس بأني سائر لنهايتي … وأني على وشك الرحيل من الدنيا
ولا ضير إن أرحل فقد عشت حافظا … مدى سنوات العمر للقيم العليا