كتبت عشر قطع شعرية جديدة في دفتر صغير وخبأته في مكان ما ريثما أعطيه لكاتبتي- التي هي ابنتي عائشة- لتنقلها مع القصائد الأخرى ثم نسيت المكان الذي خبأت فيه الدفتر، فبت مشغول الفكر حائرا من هذا
النسيان الذي بسببه أضعت الكثير، فقلت هذه الأبيات:
أشكوك -يا رب- نسيانا ألح على … ما عشت أودع من علم بذكرتي
ومن تجارب لا أحصي لها عددا … فصرت أحيا بلا علم وتجربة
وقد أضعت الذي قد صغت من قطع … عشر، فأصبحت محتاجا لتعزية
لقد نسيت مكنا فيه دفترها … فلم أصب مثلها يوما بكارثة
رباه! ذاكرتي ضاقت بموهبتي … وليس لي حيلة في حل مشكتي
بدنيانا بلا قصد سكنا … ونتركها برغم الأنف منا
فإن نشرب من اللذات كأسا … بها نشرب من الآفات دنا
فهل ستكون عقبانا عقابا … شديدا أم سيعفو الله عنا
على أنا إذا كنا أسأنا … فإنا لم نسيء بالله ظنا
بأن الله ذو فضل ومن … ونرجو دائما فضلا ومنا