ألا كيف ينسى الناس من ليس ينساهم؟ … ومن هو بالإحسان والفضل يرعاهم
وما انفك لم يشغله عنهم سواهم … وتشغلهم عنه توافه دنياهم
وكيف استطاع الناس نسيان ربهم … ومنه -لعمري- عيشهم ومناياهم؟
ولم ينسهم من رحمة أو كلاءة … وما كان محتاجا لنيل عطاياهم
وكلهم يحتاج فيض عطائه … فأين مزاياهم وحسن سجاياهم؟
ولا عيب في الإنسان مثل جحوده … جميل الألى تبني الحياة مزاياهم
والأم منه جاحدو فضل ربهم … فتلك لعمر الله كبرى خطاياهم
سأبكي إلى أن ينفد الدمع من جفني … وأحزن حتى ألفظ الروح في حزني
فلم يبق في هذي الحياة مساعد … على ما تفشى في الحياة من الغبن
فكم من أخ قد كنت أحسبه أخا … بذلت له ودي فخاب به ظني
فضاقت بي الدنيا الرحيبة بعدما … بلوت أذاها فهي أضيق من سجن
فخذ بيدي يا كاشف الضر واحمني … فإئك ذو فضل علي وذو من