الصدق والنفاق

قيل لي: إن صدقك في مجتمع خسر- في جملة ما خسر- مزية الصدق سيتعبك جدا، فنطمت الأبيات التالية:

نعم: إن صدقي سوف يتعبني جدا … ولكن بغير الصدق لا أبتني المجدا

فإني بغير الصدق أخلف موعدي … وإني بغير الصدق لا أحفظ العهدا

وأزداد مقتا من قريبي وصاحبي … ومن خالقي سخطا وعن غايتي بعدا

أيطلب مني أن كون منافقا … وأصبح كذابا وأغدو مرتدا؟

لماذا؟ أأختار الضلال على الهدى؟ … لأربح دينارا به أخسر الحمدا

وما كنت أرجو الحمد للحمد ذاته … ولكن لأن الصدق يمنحني الجدا

بل الجد هو الصدق في الأمر كله … فمن يتحر الصدق يبلغ به القصدا

وأكثر أخلاق الرجال حبائل … لصيد رخيص لا يكلفهم جهدا

وما كنت أرضى أن أبيع كرامتي … مقابل شيء يجلب المقت والحقدا

سأبقى- ولو لم يصدق الناس- صادقا … وإن لم أنل منهم ثناء ولا ودا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015