المعري!

ألقيت بالذكرى الألفية للمعري "بنادي المولودية" بالجزائر "العاصمة" ونشرت بالعدد 8 من البصائر في 3 ذي القعدة عام 1367 للهجرة.

عاش في دنياه محروما حريبا … وقضى أيامه فيها غريبا

ملهم أجدب فيها وله … نبع شعر يخصب المرعى الجديبا

عبر الشاطئ فيها ناصبا! … لم يدق من راحة فيها نصيبا

رفض الدنيا ولم يعبأ بها … فمضى منها كما جاء سليبا

لم يرد مالا ولا نسلا ولم … يتخذ زوجا ولم يعلق حبيبا

ضاق بالكون فلم تسكن به … نفسه واشتاق أن يلقى شعوبا

يا لها نفسا ترى الكون لها … ضيقا والقبر تلفيه رحيبا!

أي نفس تلكم النفس التي … كبحت أهواءها كبحا عجيبا

أي نفس تلكم النفس التي … تجد الراحة أن تلقي شعوبا

تلكم نفس المعري من غدا … بيننا اليوم بذكراه قريبا

تلك نفس الشاعر الفذ الذي … خلد الدهر له شعرا حلوبا

كان ذا قلب كبير ثائر! … في إهاب كاد أن يمحى شحوبا

كان كالبركان لا يلفظ من … فمه إلا زفيرا ولهيبا!

أبصر الدنيا ظلاما قاتما … ورآى للظلم سلطانا رهيبا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015