الإنسان بين تيارات الشقاء

فوق هذى البسيطة الغبراء … منتهى البؤس للورى والشقاء

كم أديب بها شقي وإن كان … بآدابه من السعداء

ومريض يئن من وهج السقم، … ولا راحم من الرحماء!

وجياع معذبين يذوقون … من الجوع شدة البأساء

وضعيف حقوقه غصبتها … قوة سلطت على الضعفاء!

ومصاب في دينه وهو أشقى … من عرفنا في الناس من أشقياء

يقطع الليل بالأسى ويناجي … ربه في تضرع وبكاء!

قد صبرنا فيما قضيت ولكن … ليس في الدين عندنا من عزاء

ونفوس الأحرار مهما أصيبت … ببلاء لم تكترث بالبلاء

وإذا مس دينها ثار فيها … شمم لا يلين للأرزاء

يكره الناس أن يموتوا وهل في … الموت إلا سعادة الأشقياء

وبقدر الشقاء في هذه الدنيا … يكون الهناء بعد الفناء

وهل الموت غير راحة نفس … لقيت في الحياة كل عناء؟

"ليس من مات فاستراح بميت … إنما الميت ميت الأحياء"

"إنما الميت من يعيش كئيبا … كاسفا باله قليل الرجاء"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015