قال مؤيدية
الكامل
لولا معاني السحر من لحظاتِها ... ما طال تردادِي إلى أبياتها
ولما وقفتُ على الديارِ منادياً ... قلبي المتيمَ من ورا حجراتها
دارٌ عرفتُ الوجدَ منذُ أتيتها ... زمنَ الوصال فليتني لم آتها
حيثُ الظبا وكواعبٌ وحدائقٌ ... أنَّى التفتُّ رتعتُ في جناتها
والرَّاح هاديةُ السرور إلى الحشَا ... مثل الكواكب في أكفِّ سقاتها
لا أنظم الأحزان في أيَّامها ... أو ما ترى كسرى على كاساتها
كم ليلةٍ عاطيت صورته طِلاً ... كادتْ تحركُ معطفيه بذاتها
فلئن بكيت فإنَّ هذا الدمعَ من ... ذاك الحبابِ يفيضُ من جنباتها
مالي وما للهوِ بعد مفارِقٍ ... قد نفّرت غِربانها ببزاتها
والشيب في فودي يخطُّ أهلةً ... معنى المنونِ يلوح في نوناتها
سقياً لروضاتِ الشباب وإن جنت ... هذي الشجونُ على قلوبِ جُناتها
ولدولةِ الملكِ المؤيدِ إنَّها ... جمعت فنونَ المدحِ بعدَ شتاتها
ملكٌ ليمناه عوائدُ أنعُمٍ ... ألفتْ نحاةُ الجود فيضَ صِلاتها
ما قال إلاَّ في مبادرَة العطا ... وتناولِ الأمداح هاكَ وهاتها
شدَّت لساحته الرحالُ ففعلها ... يقضي بنصرِ الحرف نحوَ جهاتها
أكرم بساحته التي لا صَدْحَ من ... وُرق الثنا إلاَّ على روْضاتها
غذِيَ الرجاءَ نباتُها فانْظر لمن ... وشَّاه من مدحٍ فمُ ابنِ نباتها
واهْرع إلى الشخصِ الذي قد ألفت ... كلّ القلوبِ له على رغباتها