درى ما قصَّتي ... فحاكى لوعتي وجارى عبرتي
وبتنا كالحمائمِ في الحنين ... وما يدري الحزينَ سوى الحزينِ
سباني بالفتور وبالفنونْ
غلامٌ شاهرٌ حدّ الجفونْ
على وجناتِهِ لامٌ ونونْ
يقولُ وصالُ مثلي لنْ يكونْ
فيا لكِ من جفونٍ ضاربه ... بأمثال السيوف القاضبه
إذا ما سلَّها ... أبادت في الأنام ويا لك من غلام
كحيل المقلة ... شريف الوجنةِ ضنين العطفةِ
بكيتُ دماً بمرآه الضنينْ ... كأني فيهِ من عيني ظعينْ
يعنفني النديمُ على التصابي
ويحلفُ لا يذوقُ لمى الحبابِ
رُوَيْدَكَ كيف أسلو عن شرابِ
وعن ساقٍ يطوف على الصحابِ
بكأسٍ للأنامل خاضبه ... تحلُّ عُرَى النفوس التائبه
وتنقضُ حبلها فدع عنك الملام وبادرْ بالمدامْ
زمان اللذّة وخذ يا منيتي خضابَ القهوةِ
ولا تمدد إلى حلفٍ يمين ... فما لخضيبِ كفٍّ من يمين
لها وصلي ولابن عليّ قصدي
تضيِّعُ ثروتي ونداهُ يجدي
مليكٌ طالعٌ في كلِّ حمدِ
تكادُ يمينهُ بالجودِ تعدي
إلى تلك اليمين الواهبه ... تيمَّمُ كلُّ نفسٍ طالبه
وتأوي ظلّها على غيظ الغمام لدى عالم المقام
رفيعُ النسبةِ ... نسيبُ الرفعةِ سعيدُ الطلعةِ
أغاثَ ندي يديه المعتفينْ ... وأودَى بأسهُ بالمعتدينْ