وزير ملوك شدَّ بالرأي إزرهمُ ... وحاتم دهر كفَّ بأس عديه

وصاحب تدبيرين عن فاضليّه ... تحدَّثت العليا وعن أفضليه

بكف روت أقلامه عن تميرها ... وزند روت آراؤه عن وريه

وذو النسب المرفوع عن محبوبه ... إلى عمريّ المنتمى عدويه

وذو القلم الخطيّ إما بدرجه ... وإما بما يختال من سمهريه

يراع بتأثير الحروف حمى الحمى ... فكان ابتداء النصر من إلفيّه

سطا في الوغى حدًّا وأينع في الندَى ... فلله جاني فرعه وجنيه

وصاغ بديعاً حفَّه بمكارمٍ ... فلم تخل في الحالين من ذهبيّه

براحة من أولى الورَى كل راحة ... بما سار من سرّ العطا وجليه

ويمنى لها في الحظ والجود والتقى ... ملأت صفات لم تحد عن وليه

إذا استخدمت مداحها استخدموا لها ... بديع الثنا من محضه عربيّه

ترقى ابن فضل الله في الفضل غاية ... قضت ذلَّ شانيه وعزّ صفيه

فيا فوز قوم آمنوا تحت رقه ... ويا ويح من لا آمنوا برقيه

هو البحر في تيَّاره وحيائه ... أو السيل في إروائه وأتيه

إذا قيل من أسمى جلالاً ونسبة ... حلفنا لوصفيه على عمريه

إذا سار سار النصر تلو يراعه ... وإن حلّ حلّ الفضل صدر دنيه

إذا حفّ في نادي السعود بقومه ... فما البدر في بيت السما بكفيّه

علوتم به يا آل يحيى بشامخ ... إلى أن نظرتم للسها من عليّه

فإن شئتمُ ورد الغمام بأفقكم ... أطلتم خيال المستقي لركيّه

أخا العلم والعلياءِ علّمت منطقي ... غرائب من ساري الكلام سريه

بإنشائك المهدي إلى العقل نشوة ... وإن كانَ من طهر المقال زكيّه

وشعر بكرنا قبله متنبئاً ... وكدنا نقول الآن شعر نبيّه

بمعجز نظم الدرّ غير منقَّب ... وإخراج ما أعيى الورَى من جنيّه

نشرت قريضي بعد ما قد طويته ... وأغديته بعد امتناع طويّه

وقد كانَ عافي البيت أنشد رسمه ... هو الربع جارته دموع وليّه

إلى أن أعاد العطف لي منك عاتياً ... بشعريَ طلاَّعاً على معنويّه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015