ذاكَ دهرٌ كأنَّني كنتُ فيه ... بين حال الوسنان واليقظان
أحتسي الراح لا بكيلٍ وأعطي ... كرماً ذا وذا بلا ميزان
وأعاني العيش الهنيّ وأهنى ال ... عيش يا صاح عيشةُ النشوان
مستريحاً من حرفتي أدبي الغ ... ضّ وعقلي في مثل هذا الأوان
إثن عني يا دهر نارك إنِّي ... لحمى الأحمديّ ثاب عناني
الكبير الذي تُعلم نعمى ... كفه الناس سحرَ هذا البيان
قاتل المال بالنوال فما أك ... ياس أمواله سوى أكفان
جار حتى ظنَّ الغريب ندى كفّ ... يه هزؤاً بالمقتر اللهفان
وتعدى الكرام سبقاً إلى أن ... قيل ماذا في قدرة الإنسان
همَّة جازت السماك وفي عق ... ل الأعادِي وحالها دبران
وندًى شبَّ ذكره فنسينا ... ما سمعناه عن فتى شيبان
وفخار ما بين عرضٍ عزيزٍ ... قد تربت وبين مال مهان
وجواد إذا اجْتبى وحبا الما ... ل فقل في السيول من ثهلان
فاطْلب رفده إذا كنت ممَّن ... يرتقي كائناً على كيوان
ذاك قدرٌ نائي المكان ولكن ... ذاك رفدٌ لطالب الرّفد داني
ومحل سامي السماك إلى أن ... حررته كواكب الميزان
شمْ نداه وذهنه الصفو واحْذر ... من عوادِي الطوفان والنيران
أيّ ذهنٍ وأيّ برٍّ وحامٍ ... كله قد حلا لذوق الجاني
وكلام لو قلد الغيد عقداً ... فرَّطت في قلائد العقيان
قسما من طروسه الغرّ بالنو ... ر ومن نفس خطها بالدّخان
إنَّها كالظباء في أعين الخل ... ق ومثل الشنوف في الآذان
من نظام يعشو له الأعشيان ... ونثارٍ يعنو له العبدان
ويراع بكفِّه هو عندي ... قصب السبق حازه والرهان
خطه والكلام حلوان لكن ... هو يوم الوغى من المرَّان
ما رأينا كريقه يبرئ الس ... مّ إذا اهتزَّ وهو كالثعبان
يا جواداً أنشى المدائح معنًى ... بنوالٍ يريك معنًى ثاني