لا عدت بابك السعود فإنا ... قد وجدناه غاية المتمني
وقال كمالية
الطويل
بكيت وما يجدي البكاء على العاني ... وتثبت كفِّي للأحبَّة أشجاني
كأنَّ زماني خاف لحناً فلم يكن ... ليجمع بين الساكنين لأوطاني
وقالوا عفت حسبان ممن تحبه ... كأن لم تكن شمس الكمال بحسبان
فقلت لجفنيَّ البعيد كراهما ... قفا نبكٍ من ذكرى ديارٍ وجيران
أأحبابنا أعدَا تغير عهدكم ... دموعي فأمست مثلكم ذات ألوان
وقد كان يكفي أولٌ من صدودكم ... فما للنوى ينشي صدودكمُ الثاني
وممَّا شجاني أن جفنيَ ساهرٌ ... على كلّ فتَّان اللواحظ وسنان
تعشقته لا قول فيه لعاذلٍ ... لديَّ ولا في حسنه الفرد قولان
إذا جالَ فكرِي في لماه وخده ... تنزهت ما بين العذيب ونعمان
ولو نظرت عيني لغير جماله ... لكان إذاً إنسانها غير إنسان
شغلت بذكراه ومدح محمدٍ ... فيا لك من حسن لديَّ وإحسان
لعمري لقد حلَّ الكمال بغايةٍ ... من الفضل ترمي الفاضلين بنقصان
إمام أقامته الفضائل واحداً ... فلم يختلف في فضله الباهر اثنان
تأخَّر عن عصرِ الكرام وفاقهم ... فكانَ وكانوا مثل بسمٍ وعنوان
وجهَّز جيش العسر من طالبي الندى ... فلابن عليٍّ في الورى وصفُ عثمان
إلى جبلٍ من حلمه يقرع الثنا ... إذا غاص من جدواه في فيض طوفان
فتى العلم والنعماء يرجى ويفتدى ... وفي بابه للجود والعلم بحران
فوائدهُ للوفدِ مثل سحابةٍ ... وأنعمه كالتابعين بإحسان
وفي كفِّه الغصن الذي كلما جرى ... على صفحاتِ الطرس جاء ببستان
يراعٌ له في كلِّ معضلةٍ سطاً ... تعلمها في الغاب من أسد خفَّان
وأروع أخبى للأئمة منصباً ... يرقّ ويزهى حين يبكي الجديدان
فللشافعيِّ السائر الذكر بهجة ... فتى حنبلٍ فيها ومالكُ سيان
وقد أشرقت خدَّا ابن ثابت فرحة ... فهنَّ بلا شكٍّ شقائق نعمان