مسكيَّة الخال أمَّا ورد وجنتها ... فبالجنى من عيونِ الناس مبلول
فإن يفح من نواحي خدّها عبقٌ ... فالمسك فيه بماءِ الورد مجبول
تفترُّ عن شنبٍ حلوٍ لذائقه ... في ذكره لمجاج النحل تعسيل
مصحح النقل عن شهدٍ وعن بردٍ ... لأنه منهلٌ بالراح معلول
وبارق من أعالي الجذع أرَّقني ... حتَّى دموعي على مرجانه لولو
مذكِّري بدنانيرِ الوجوه هدًى ... تحف في فيه عُذَّالٌ مثاقيل
إلى العقيق فهل يا طيب طيبة لي ... عقد بلفظي إلى مغناك منقول
وهل أرى حامل الرجوى كأنيَ من ... شوقي ومن وَلهي بالقربِ محمول
إن لم أنل عملاً أرجو النجاة فلي ... من الرسول بإذن الله تنويل
حسبي بمدحِ رسول الله بابُ نجاً ... يرجى إذا اعْترضت تلك التهاويل
أقولُ والقدر أعلا أن يحاولهُ ... وصلٌ وإن جهدت فيه الأقاويل
ماذا عسى الشعراء اليوم مادحة ... من بعد ما مدحت حم تنزيل
وأفصحت بالثنا كتب مقدَّمة ... إن جيل في الدهر توراة وإنجيل
محمد المجتبى معنى جبلته ... وما لآدم طينٌ بعد مجبول
والمجتلى تاج علياه الرفيع وما ... للبدر تاجٌ ولا للنجمِ إكليل
لولاه ما كانَ أرض لا ولا أفق ... ولا زمانٌ ولا خلقٌ ولا جيل
ولا مناسك فيها للهدى شهبٌ ... ولا ديارٌ بها للوحيِ تنزيل
ذو المعجزات التي ما اسطاع أبرهةٌ ... يغزو منازلها كلاَّ ولا الفِيل
إن شق إيوان كسرى رهبة فلقد ... جاء الدليل بأن الكفر مخذول
وإن خبا ضرم النيران من زمنٍ ... فالبحر منسحب الأذيال مسدول
أوفى النبيِّين سيفاً واتضاح علىً ... كأنه غرَّةٌ والقوم تحجيل
نعم اليتيم إذا عدَّت جواهرهم ... وضمَّها من عقود الوحي تفصيل
ما زال في الخلقِ ذا جاهٍ وذا خدمٍ ... لكن خادمهُ المشهور جبريل
مبرأ القلب من ريبٍ ومن دَنسٍ ... وكيف وهو بماءِ الخلدِ مغسول
مجاهداً في سبيل الله مصطبراً ... ما لا غزَت في العدى الطيرِ الأبابيل
في معشر نجب تغزو نبالهم ما لا غزت في العدى الطير الأبابيل